في الأسبوع الماضي طرح الدكتور حسن إبراهيم حجاب خطورة وخطأ أن نلقي بمسئولية تحقيق الجودة في الجامعات علي الأستاذ الجامعي وحده باعتبار أن تحقيق هذه الجودة يرتبط بثلاث ركائز هي الجامعة والأستاذ والطالب..
وفي بقية دراسة الدكتور حجاب يقدم الطريق لتحقيق الجودة المنشودة بالجامعات فيقول إن الضحية لكل هذه السلبيات هو الطالب وأسرته ثم المجتمع ككل ثم أستاذ الجامعة الذي يشعر أن جهده قد ضاع هباء فالطالب يرسب وإن نجح فمستواه في الحضيض ولقد تأخر الإعلان عن مشروع الجودة ثلاثين عاما وزيادة وعلي أمل تدارك الموقف أقترح ما يلي:
أولا:زيادة ميزانية الجامعات. وخفض عدد الطلاب في الفصل الواحد إلي خمسة وعشرين طالبا, وفي المحاضرة إلي مائة طالب وزيادة عدد المعيدين الذين يتم تعيينهم في كل عام. والتوسع في البعثات والمهمات العلمية إلي الخارج في كل عام بل واستقدام العديد من الأساتذة الأجانب لتنشيط البحث العلمي بمصر.
وقد أصبح ضروريا تعديل الدستور بحيث يكون التعليم الجامعي مجانيا للمتفوقين ولغير القادرين فقط. أما الطلاب الأغنياء الذين يدفعون الآلاف في التعليم الثانوي وما قبله فلن يضيرهم دفع نفس المبلغ للجامعة.
أما الطلاب الفاشلون فعليهم الاختيار بين التفرغ للدراسة أو ترك الجامعة وممارسة أنشطتهم الأخري خارجها ولقد تم تعديل بعض مواد الدستور مؤخرا فلماذا لا يتم تعديل المادة الخاصة بمجانية التعليم بلا ضوابط أو معايير؟ وذلك يصب في مصلحة الجودة من ناحية ويوفر دخلا للجامعات يعينها علي تمويل مشروعاتها.
ثانيا:زيادة مرتبات أساتذة الجامعات بما يكفل كفايتهم ماديا حتي يتفرغوا لمهمتهم السامية وهي التدريس والبحث العلمي, ولا يفكروا في هجر الجامعات الحكومية إلي إعارات بالداخل أو بالخارج.
ثالثا:علي كل أسرة أن تراقب سلوكيات أبنائها الطلاب وأن تشجعهم علي التفرغ لمهمتهم الأساسية وهي المذاكرة والنجاح بل التفوق.
وأناشد كل ولي أمر أن يتحري الكسب الحلال بل ويسارع بالإبلاغ عن المرتشين والمتورطين في الفساد والإفساد, أو بذل النصيحة لهم فالله تعالي يقول:'واتقوا فتنة لا تصيبن الذين ظلموا منكم خاصة'.(الأنفال:25)
رابعا:أناشد وسائل الإعلام التخفيف من مظاهر العري والمواد الإعلامية التي تشجع علي الغراميات وتثير الغرائز لدي الشباب كما أناشد وسائل الإعلام التخفيف من الاهتمام بالكرة والدوري لأن الطلاب هم أمل الأمة وهم رجال الغد ولا شك أن تفرغهم للدراسة وتفوقهم يسعدهم ويسعد أولياء أمورهم و يسعد الأمة كلها.
خامسا:نصيحتي للقائمين علي منظومة الجودة في التعليم الجامعي أن يعهدوا بتقييم أساتذة الجامعات إلي أساتذتهم القدامي أو إلي زملائهم كما هو متبع في اللجان الدائمة عند ترقية أساتذة الجامعات.
كما أنصحهم بألا يصدقوا من يقول لهم إن كل شيء علي ما يرام وليس من الضرورة التقيد بالنظم المتبعة في الجامعات الأجنبية ولكن نحن لهم قدوة.
سادسا:الدعوة لعقد مؤتمر لدراسة أسباب تردي أحوال الطلاب: وزيادة الغباء وبلادة التفكير والاحباط وضعف حاسة السمع, وتقديم الحلول لهذه الظواهر مع العمل علي ترشيد ما يتم بثه في شبكة الإنترنت والقنوات الفضائية علي أن يشترك في هذا المؤتمر أساتذة كليات الطب والتربية والاجتماع وغيرهم.
سابعا:يقوم بعض المفسدين من الطلاب والخريجين بحل الواجبات التي نكلف بها الطلاب وطبعها وتوزيعها من خلال المكتبات المحيطة بالكلية. أو بثها علي شبكة الإنترنت. ثم يقوم الطلاب بنقلها في كراساتهم علي ما بها من أخطاء بدون فهم أو تمحيص فهل يستحقون أي درجات علي ذلك؟ وهل يمكن وقف هذه الظاهرة؟
ثامنا:إحياء دور شرطة الآداب في كبح جماح الانفلات الأخلاقي الذي يملأ الشوارع ووسائل المواصلات والمقاهي والنوادي والشواطئ.
تاسعا:إخضاع نظام القبول في جميع الكليات والمعاهد الخاصة لمكتب تنسيق القبول بالجامعات مع وضع ضوابط لنتائج النجاح في تلك الكليات والمعاهد والإشراف علي امتحاناتها من قبل الجامعات الحكومية, حتي لا تتحول إلي نجاح الطلاب مقابل ما يدفعون من مصاريف.
عاشرا: وقف تضخيم الإعلام لبعض الظواهر كما حدث في بداية العام الدراسي مع ظهور إنفلونزا الخنازير الذي أصاب الطلاب وأولياء الأمور بالرعب, مما دفع أغلب الطلاب إلي التوقف عن حضور المحاضرات مع أن الزحام منتشر في وسائل المواصلات وفي المحلات التجارية الكبري وفي الملاعب لمشاهدة مباريات كرة القدم...إلخ. وبسبب إنفلونزا الخنازير توقفت الحياة فترة في الجامعات المصرية فقط؟!
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]