في الجزء الأخير من تحليله لرسالة التلميذ الذي لا يكذب والتي نشرها في الأهرام الأستاذ الكبير عزت السعدني يقول الدكتور فاروق فهمي في تحليله إن في الرسالة ما يؤكد أن المدرسة أصبحت في نظر طفلنا زبالة أي أن المدرسة مكان قذر لا يمكن التواجد فيه.والشعور فيه بالارتياح للتعلم
ولا عزاء للمدرسة التي كانت بيئة صالحة للتعلم ولن أعقب أكثر من ذلك لأن القلم ليعجز عن الكتابة تحت هذا الوصف السيئ عن أماكن التعليم.
وتقول الرسالة دورات مياة الأطفال قذرة ودورات مياه المدرسين نظيفة.
والسؤال كيف تكون دورات مياه التلاميذ كذلك في ظل التعليمات المشددة التي تعلن عنها وزارة التربية والتعليم للوقاية من إنفلونزا الخنازير؟.
وكيف تكون دورات مياه المدرسين نظيفة بينما تترك دورات مياه التلاميذ قذرة؟.
أي ظلم هذا وأي إحباط ومرارة تصيب التلاميذ, ففضلا عن أن هذا الوضع ضد حقوق الطفل إلا انه لا يصح أن يوجد في مؤسسة تربوية لانه يشعر الأطفال وأولياء أمورهم بالظلم والإحباط والقهر وعدم المساواة لأن المدرسة تحافظ علي صحة معلميها دون أدني رعاية صحية لتلاميذها في حين أن واجب المدرسة والمدرسين معا المحافظة علي صحة التلاميذ.
ويختتم التلميذ الذي لا يكذب رسالته قائلا: نفسي أخلص المدرسة الهم دي حتي أسافر هولندا وبذلك نعلم أولادنا عدم الانتماء من خلال ذهابهم إلي المدرسة وعدم حبهم لها, فالانتماء للوطن ينبع من المدرسة فإذا أصبحت المدرسة هما يذهب إليها التلميذ مكرها فإنه يتطلع إلي يوم الخلاص منها بالهجرة إلي الخارج أي أننا ننفق مليارات الجنيهات علي تعليم طارد يضعف الانتماء ويعد أجيالا للهجرة خارج الوطن لا العمل بداخله مما يهدد أمننا القومي, فطفل العاشرة يتطلع ليوم الخلاص من المدرسة لكي يهاجر بحثا عن وطن بديل يرد اليه آدميته ويعيد إليه حقوقه وكرامته التي سلبها المعلمون.
ويقول الدكتور فاروق فهمي في نهاية التحليل لرسالة التلميذ إن هذه الرسالة مليئة بالمرارة وتعبر عن واقع مرير يتواجد كله أو بعضه في مدارسنا ويقوم به بعض معلمينا والحمد لله أنهم ليسوا كثرة.
ولا يجب النظر إلي هذه الرسالة علي أنها أتت من طفل بل يجب النظر إليها بكل الاهتمام والجدية لأنها تعبر عن واقع يحدث كله أو بعضه في الكثير من مدارسنا ومحاضر الشرطة حافلة بالاعتداء علي التلاميذ بالضرب الذي أدي إلي إحداث عاهات مستديمة أو الموت وابتزاز الطلاب لأخذ الدروس الخصوصية أصبح شائعا والغش الجماعي أصبح ظاهرة نتعايش معها موسميا مع الامتحانات.
وأطالب بالتحقيق الفوري في كل ما ورد في هذه الرسالة من فساد تربوي ومجازاة كل من تثبت إدانته وإعلان ذلك علي الرأي العام وعلي كل المهتمين بشئون التعليم الذين صدمتهم هذه الرسالة.
ولكي يكتمل الطرح المنظومي للرسالة يوصي الدكتور فاروق فهمي ببعض الإجراءات التي قد تحد من كل أو بعض ما جاء بها مستقبلا ومنها تطبيق آلية الثواب والعقاب بكل حسم وذلك بتغليظ عقوبة الضرب بالمدارس وإحالة كل معلم يقوم بذلك للتحقيق الفوري وتفويض كل من أعضاء مجلسي الآباء والأمناء بمتابعة ذلك و إحالة كل معلم و مسئول في مدرسة عن ابتزاز الطلاب لأخذ دروس خصوصية الي النيابة الإدارية وحرمانه من الكادر, ونشر اسمه في قائمة سوداء تصدرها وزارة التربية والتعليم شهريا وتبثها للمدارس عبر موقعها الإلكتروني مع إثابة كل معلم يثبت أنه لا يعطي دروسا خصوصية والإعلان عن اسمه في قائمة أخري يطلق عليها اسم قائمة الشرف تصدر وتبثها شهريا و إحالة كل معلم أو مسئول في مدرسة يثبت قيامه بتغشيش الطلاب في الامتحان إلي النيابة العامة وإحالته إلي وظيفة إدارية ونشر اسمه في القائمة السوداء مع إثابة كل معلم أو مسئول تصدي لظاهرة الغش بأي وسيلة من الوسائل مع وضع اسمه في قائمة الشرف و إحالة كل معلم يثبت قيامه بسب الدين الي النيابة الإدارية مع إحالته إلي وظيفة إدارية ونشر اسمه في القائمة السوداء وكذلك الاعتناء بنظافة المدرسة وخصوصا دورات المياه عن طريق إسناد ذلك إلي شركات نظافة تدعم من تبرعات أولياء أمور الطلاب ومؤسسات المجتمع المدني الي جانب رسم نظافة بحد أقصي خمسة جنيهات لكل طالب ويعفي منها الطلاب غير القادرين علي سداد المصروفات مع توزيع استبانة علي التلاميذ مع الامتحان النهائي لكل فصل دراسي تعدها مديرية التربية والتعليم بكل محافظة عن رأي التلاميذ في معلميهم وتفرغ بيانات هذه الإستبانة بمعرفة لجان الجودة بالمديريات التعليمية علي أن تكون أحد أهم معايير تقييم أداء المعلم عند الترقية وأن تتم أعمال الأنشطة بأفنية وملاعب المدارس تحت إشراف الإدارات التعليمية وحرمان المعلمين المتقاعسين عن تنفيذها من الكادر وضرورة ربط الكادر بأداء المعلم أسوة بأساتذة الجامعات حيث تم ربط تحسين الدخول بالجودة.
وأخيرا وفي نهاية هذا التحليل الموضوعي يقول الدكتور فاروق فهمي أرجو أن تكون هناك أعين مبصرة وآذان صاغية تضع الأمور في نصابها قبل فوات الأوان ونحن لسنا ضد المعلمين علي الإطلاق بل نحن معهم ولكن ضد كل انحراف أو فساد خصوصا إذا كان من معلم مرب.
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]