نقطة تحول

نقطة تحول في منارة مصر هذا هو العنوان الذي اختاره الدكتور سامي عبد العزيز أستاذ الإعلام بجامعة القاهرة لرسالته القيمة‏..‏ وهذه المنارة هي جامعة القاهرة حيث يقول بعد مقدمة كريمة ان جامعة القاهرة تمثل لنا جميعا كيانا مهما في تاريخ مصر العلمي بكل مجالاته‏,‏ من هذا المنطلق رأيت أن أطرح عبر صفحتكم علي الرأي العام وثيقة أراها من أغلي وأثمن الوثائق وعنوانها الخطة الاستراتيجية لجامعة القاهرة‏2010‏ ـ‏2015.‏

وتكتسب هذه الخطة أهميتها لعدة أسباب‏,‏ منها أنها خالية من كولسترول الكلمات الإنشائية والأهداف الفضفاضة ولم يتم إعدادها في غرفة مغلقة‏,‏ وبالتالي لم تعكس رؤية شخص بقدر ما تعكس رؤية كافة الأطراف وأنها تمت من خلال تحليل واقع التعليم العالي والبحث العلمي في مصر ورصد نقاط القوة والضعف والتحديات وتمت مدخلاتها من خلال استقصاءات للرأي شارك فيها عينة ممثلة من أساتذة وطلاب جامعة القاهرة وكافة قيادات كليات ومعاهد ومراكز الجامعة‏,‏ ومن خلال‏125‏ زيارة ميدانية لكافة مؤسسات الجامعة مـن‏2007‏ ـ‏2009‏ قام بها فريق عمل بقيادة الأستاذ الدكتور عادل زايد نائب رئيس جامعة القاهرة لشئون التعليم والطلاب ومعه نخبة من العلماء والخبراء الأفاضل‏.‏ وقد توفرت لهذه الخطة كافة عناصر التطوير الذي يجمع بين الواقعية والطموح‏.‏

وهي خطة تحدد رؤية مستقبلية تمثلت في أن تكون جامعة القاهرة واحدة من أفضل الجامعات العالمية المشهود لها بالإصالة والسبق في تكوين ونشر وتطبيق المعرفة لإثراء حياة الفرد والمجتمع والمؤسسات والبيئة المحيطة‏.‏ وحددت الخطة رسالة جامعة القاهرة في‏'‏ التميز في تقديم خدمات التعليم العالي لمقابلة احتياجات المجتمع المحلي والإقليمي والدولي والاسهام بشكل فعال ودائم في تحقيق التنمية الاجتماعية والاقتصادية في مصر وذلك من خلال الالتزام بالمعايير الدولية للتميز في مجالات التعليم والبحوث وخدمة المجتمع وأحداث التكامل بين الأفراد والتكنولوجيا ونظم الأعمال وتنمية رأس المال البشري للجامعة‏'.‏ وحددت الخطة غايات تعكس احتياجات يطالب بها المجتمع وتمثل متطلبات الحاضر والمستقبل واشتملت علي‏6‏ غايات كلها قابلة للقياس والتقويم وهي‏:‏ ورفع كفاءة الأداء المؤسسي لتحسين الوضع التنافسي للجامعة‏.‏ والالتزام بتطبيق معايير الجودة وتقييم القدرة المؤسسة والفاعلية التعليمية دوريا‏.‏ وزيادة القدرة التنافسية لطلاب جامعة القاهرة‏.‏ وتنمية قدرات ومهارات أعضاء هيئة التدريس وتحسين الخدمات المقدمة لهم‏.‏ وتطوير ودعم البحث العلمي واستثماره في تنمية الاقتصاد ا
لقومي وتوجيه الأبحاث نحو تعزيز الخدمات العامة والحكومية‏.‏ وتدعيم علاقات وبرامج الشراكة مع مؤسسات المجتمع المدني وتنمية البيئة‏.‏ ويقدم الدكتور سامي عبد العزيز في رسالته القيمة نموذجا علي واقعية هذه الغايات وتوافر آليات تنفيذها يختاره عن قصد باعتباره نقطة البداية وهو الطالب حيث تمثل الغاية الثالثة زيادة القدرة التنافسية لطلاب جامعة القاهرة وقد حددت الخطة عددا من الحاجات لتحقيق ذلك تتضمن‏:‏ وضع المعايير الحاكمة لتطرح البرامج الجديدة بما يحافظ علي سمعة ومكانة الجامعة ويحقق لها التطور العلمي المطلوب في نفس الوقت‏.‏ وتنمية مهارات وقدرات الطلاب وإعدادهم لسوق العمل من خلال البرامج المختلفة ودورات اللغات الأجنبية وعلوم الحاسبات للارتقاء بمهارات الخريجين المهنية التي يحتاجها سوق العمل وحتي يستطيع التنافس مع أقرانه من خريجي الجامعات الأجنبية‏.‏ و إنشاء مكتب لرعاية الخريجين ولتعزيز التواصل بينهم‏.‏ وتدعيم وتحديث مكتب الطلاب الوافدين لزيادة قدرته علي جذب الطلاب الوافدين للدراسة بالجامعة وتقديم خدمات علمية واجتماعية أفضل لهم وفتح فروع جديدة بالبلدان العربية‏.‏ ووجود قاعدة بيانات طلابية بغرض تكوين صورة متكاملة لجميع طلاب
جامعة القاهرة‏.‏ وتنمية موارد صندوق تكافل الطلاب بما يزيد من قدرته علي تدعيم الخدمات والأنشطة الطلابية‏.‏ و رفع قدرات العاملين في قطاع رعاية الشباب في الجامعة وكلياتها في اللغات الأجنبية والحاسبات والمعلوماتية وعلم النفس الاجتماعي والرياضي‏.‏ وتطوير المدن الجامعية‏.‏ وصيانة الملاعب المختلفة ومناطق ممارسة الأنشطة في كليات الجامعة إضافة إلي التوسع في أندية تكنولوجيا المعلومات في المدن الجامعية‏.‏

وهكذا ومن خلال الوثيقة ذاتها فأن كل غاية تحدد لها الاحتياجات والآليات اللازمة للتنفيذ ومصادر التمويل حتي لا تصبح الوثيقة مجرد أثر تاريخي في مكتبة الجامعة‏.‏

وأقول ـ والكلام للدكتور سامي عبد العزيز ـ إن أهم ما يجعلني متحيزا لطرح ومناقشة هذه الخطة هو أنها حددت ولأول مرة معايير ونماذج للتقييم علي مستوي كل نظام فرعي متمثلا في تقييم أداء كل كلية ومعهد ومركز بحثي بحكم أن نجاح الأنظمة الراعية يمثل ركيزة أساسية لنجاح النظام الكلي والمتكامل لجامعة القاهرة‏.‏

فمثل هذه المعايير والنماذج تمكن إدارة الجامعة من معرفة مستوي أداء كل كلية وفق مقياس متفق عليه عالميا‏,‏ وهذه المقاييس سوف يتم تطبيقها ومتابعتها علي مستوي شهري ونصف سنوي وسنوي‏,‏ وسوف يشارك في هذا التقييم خبراء وجهات من خارج إدارة الجامعة لضمان الموضوعية في التقييم‏.‏

ويختتم الدكتور سامي عبد العزيز رسالته قائلا‏:‏ إن هذه الخطة بهذه المواصفات تمثل أهم نقطة تحول في تاريخ جامعة عريقة بقدر قيمة وقدر مصر وتدرك في الوقت نفسه التحديات والأخطار المحيطة بنا‏,‏ ومن الأمانة والإنصاف أن يذكر بالتقدير الكبير دور رئيس جامعة القاهرة الدكتور حسام كامل لتمسكه بالمنهج والتطبيق العملي لمفهوم الإدارة الجامعية التي تؤمن بالتخصص والتنوع والتكامل‏.‏

وبقدر تميز هذه الخطة بقدر ما تحمل الدكتور حسام كامل وفريق العمل معه وقيادات جامعة القاهرة مسئولية تتجاوز جدران جامعة القاهرة إلي الوطن الذي كانت الجامعة وستبقي دائما وأبدا شريكا أساسيا في خدمته‏.‏