ملتقى محبى الجودة
نرحب بكم في ملتقي محبي الجودة ونتمنى لكم قضاء وقت مثمر الاستفادة من خبراتكم فى ميدان الجودة
http://flflh.com/down-31268-1268682995.gif
ملتقى محبى الجودة
نرحب بكم في ملتقي محبي الجودة ونتمنى لكم قضاء وقت مثمر الاستفادة من خبراتكم فى ميدان الجودة
http://flflh.com/down-31268-1268682995.gif
ملتقى محبى الجودة
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

ملتقى محبى الجودة

يهتم المنتدى بدعم ونشر فكر وثقافة الجودة ورعاية وتحفيز الافكار والابداعات القيمة
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول
المواضيع الأخيرة
» ماذا لو 2
الإبداع في العملية التربوية Emptyالثلاثاء يوليو 27, 2010 2:32 am من طرف شكرى اسماعيل

» ماذا لو 1
الإبداع في العملية التربوية Emptyالثلاثاء يوليو 27, 2010 2:30 am من طرف شكرى اسماعيل

» جودة حقيقية
الإبداع في العملية التربوية Emptyالإثنين يوليو 26, 2010 9:27 pm من طرف ايهاب اسماعيل محمد

» ساهم معنا في اعداد كتاب الدعم الفني للمدارس
الإبداع في العملية التربوية Emptyالإثنين يوليو 26, 2010 8:57 pm من طرف ايهاب اسماعيل محمد

» ‏بكيت يومـاً
الإبداع في العملية التربوية Emptyالإثنين يوليو 26, 2010 5:25 am من طرف عماد الدومانى

» فنيات فحص الملف
الإبداع في العملية التربوية Emptyالإثنين يوليو 26, 2010 2:24 am من طرف محمود نصار

» المدرسة الافتراضية تفتح ابوابها من جديد ... ادخل واشترك معنا.
الإبداع في العملية التربوية Emptyالأحد يوليو 25, 2010 7:30 pm من طرف hebaragheb

» دليل جودة المدارس
الإبداع في العملية التربوية Emptyالأحد يوليو 25, 2010 3:52 pm من طرف ايمان رافت

» تعيين‏40‏ ألف معلم خلال أيام
الإبداع في العملية التربوية Emptyالأحد يوليو 25, 2010 3:35 am من طرف هاله

» من أحسن الرسائل على البريد الإلكترونى
الإبداع في العملية التربوية Emptyالأحد يوليو 25, 2010 1:26 am من طرف محمد شحاته

» تنبيه هام
الإبداع في العملية التربوية Emptyالأحد يوليو 25, 2010 1:01 am من طرف د/عبد الناصر بدرى امين

» سجل الحضــور
الإبداع في العملية التربوية Emptyالسبت يوليو 24, 2010 5:32 pm من طرف أشرف محمود شنن

» كل ما يخص خرائط المنهج للمرحلتين الابتدائية والاعدادية
الإبداع في العملية التربوية Emptyالسبت يوليو 24, 2010 6:45 am من طرف أشرف محمود شنن

» كيفية قياس الجانب الوجدانى
الإبداع في العملية التربوية Emptyالسبت يوليو 24, 2010 6:04 am من طرف أشرف محمود شنن

» تحت رعاية صاحب الفضيلة الشيخ / إبراهيم عبد العال الرائد العام لإتحاد الطلاب والطالبات ورئيس قطاع المعاهد الازهريه
الإبداع في العملية التربوية Emptyالجمعة يوليو 23, 2010 4:05 pm من طرف نادر الليمونى

» عيد ميلاد اخى الحبيب أشرف محمود شنن
الإبداع في العملية التربوية Emptyالجمعة يوليو 23, 2010 6:44 am من طرف أشرف محمود شنن

» مستحقات المجموعة 15
الإبداع في العملية التربوية Emptyالخميس يوليو 22, 2010 4:49 pm من طرف هاني أحمد عبد المقصود

» مبروك لكل المراجعين
الإبداع في العملية التربوية Emptyالخميس يوليو 22, 2010 6:04 am من طرف فاطمه عبادى الطيرى

» فن إجراء المقابلة الشخصية
الإبداع في العملية التربوية Emptyالخميس يوليو 22, 2010 6:02 am من طرف فاطمه عبادى الطيرى

» تطبيق مبادئ الجودة الشاملة في شهر رمضان
الإبداع في العملية التربوية Emptyالخميس يوليو 22, 2010 1:43 am من طرف عزه حسن احمد


 

 الإبداع في العملية التربوية

اذهب الى الأسفل 
3 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
نادر الليمونى
مشرف
نادر الليمونى


عدد المساهمات : 851
تاريخ التسجيل : 20/05/2010
العمر : 52

الإبداع في العملية التربوية Empty
مُساهمةموضوع: الإبداع في العملية التربوية   الإبداع في العملية التربوية Emptyالأربعاء يونيو 16, 2010 1:07 pm

الإبداع في العملية التربوية
وسائله ونتائجه

* الهدف القريب:

* تقبُّل التفكير الإبداعي وتعديل الاتجاهات الإبداعية والتسامح مع
الاختلاف العقلي وتقبُّله والتعرف على ماهيته ومراحله وأساليب
تنميته، ومعوقاته.

* الهدف الوسيط:
* توفير مناخ تعليمي يساعد الطلاب على تفجير طاقاتهم الإبداعية
وتنميتها.

* الهدف البعيد:
* ممارسة المعلم والمتعلم العملية الإبداعية ومهارات التفكير
الإبداعي.
( المحاضرة تتناول قضايا الإبداع بعامة وكل معلم يستفيد بالتطبيق
على قضايا ومفاهيم تخصصه الدقيق بالبحث في المفاهيم والمعارف
والمهارات وجوانب الميول .. في تخصصه).

* اهتمام مُبرر:
1 ـ يعتبر الإبداع والتفكير الإبداعي من أهم الأهداف التربوية في
التربية.
2 ـ تربية وتعليم التلاميذ المبدعين في الدول المتقدمة كان من
العوامل الأساسية التي أدت إلى التقدم العلمي والاقتصادي في العصر
الحديث.
3 ـ إذا كان الإبداع والاهتمام بالمبدعين مهماً بالنسبة للمجتمعات
المتقدمة صناعياً، فإنه ينبغي أن تتزايد أهميته في الدول النامية،
بل وتتفوق عليها في اهتمامها به.

* افتراضات:
1 ـ هل الإبداع صفة جسمية وراثية في المتعلم؟
* إن كانت الإجابة نعم ! فمن الصعب إثارته وتحسينه بالتعليم.

* أدب الإبداع يؤكد الآن إنه شكلاً من أشكال النشاط العقلي يمارسه
المتعلم، ويتمتع جميع الطلاب بدرجة معينة من الإبداع، ولو أنهم
يختلفون في الكم وليس في النوع في هذه الصفة، وهذا يعني إمكانية
تعليم الإبداع والتدريب على ممارسته.

2 ـ هل بيئة التعلم الشائعة تنمي القدرة على الإبداع؟
* تنمية القدرة على الإبداع والتفكير الإبداعي رهن اقتناع المعلمين
والمسئولين عن المؤسسة التربوية بأهمية الإبداع والمبدعين وتنمية
قدراتهم الإبداعية.
* إخلاص المعلم وحماسه لإفادة الطلاب ورعاية المبدعين لا يقل أهمية
في التدريس من أية عوامل أخرى تتعلق بالعملية التدريسية.
3 ـ هل يمكن إكساب المتعلم القدرات الإبداعية بدون توافر
الاستعدادات والاتجاهات اللازمة للإبداع؟
* المتعلم بما يملك من قدرات عقلية واتجاهات إيجابية إبداعية، فإنه
يمكنه تقبُّل وممارسة العملية الإبداعية من خلال ممارسة النشاطات
التدريسية التعلمية التي تُعرّضه لمشكلات تستثير وتتحدى قدراته
العقلية، وبدون توافر هذه القدرات تُصبح مشاركة المتعلم وانغماسه
في العملية الإبداعية أمراً مشكوكاً فيه.

* ما الإبداع ؟ (Innovation - Creativity)
* تحديد المفهوم الدقيق للإبداع يساعد المعلمين على التعرف إلى
الطلاب المبدعين، أو ذوي القدرات والاتجاهات الإبداعية.

* مراجعة البحوث والدراسات التربوية والنفسية أظهرت أن الإبداع
متعدد المناحي، ويمكن النظر إليه من خلال أربعة مناحي هي:

1 ـ المنحى الأول: مفهوم الإبداع بناءً على
سمات الشخص المبدع Creative Person:

هو المبادأة التي يبديها المتعلم في قدرته على التخلص من السياق
العادي للتفكير وإتباع نمط جديد من التفكير، ويذكر جيلفورد
Guilford أن المتعلم المبدع يتسم بسمات عقلية أهمها: الطلاقة
Fluency والمرونة Flexibility والأصالة Originality .

2 ـ المنحى الثاني: مفهوم الإبداع بناء على
أساس الإنتاج Creative Product:


يلخص خير الله الإبداع بأنه "قدرة المتعلم على الإنتاج إنتاجاً
يتميز بأكبر قدر من الطلاقة الفكرية، والمرونة التلقائية والأصالة
وبالتداعيات البعيدة وذلك كاستجابة لمشكلة أو موقف مثير".
وهكذا يعبّر التفكير الإبداعي عن نفسه في صورة إنتاج شيء جديد، أو
التفكير المغامر، أو الخروج عن المألوف، أو ميلاد شيء جديد سواء
كان فكرة أو اكتشافاً أو اختراعاً بحيث يكون أصيلاً Original
وحديثاً Novel .
ويؤكد بعض المربين على أن الفائدة شرط أساسي في التفكير والإنتاج
الإبداعي. وبالتالي فإن إطلاق مفهوم الإبداع لا يجوز على إنتاج غير
مفيد، أو إنتاج لا يحقق رضا مجموعة كبيرة من الناس في فترة معينة
من الزمن.

3 ـ المنحى الثالث: مفهوم الإبداع على أنه
عملية Creative Process :

يُعرّف تورانس Torrance الإبداع بأنه "عملية يصبح فيها المتعلم
حساساً للمشكلات، وبالتالي هو عملية إدراك الثغرات والخلل في
المعلومات والعناصر المفقودة وعدم الاتساق بينها، ثم البحث عن
دلائل ومؤشرات في الموقف وفيما لدى المتعلم من معلومات، ووضع
الفروض حولها، واختبار صحة هذه الفروض والربط بين النتائج، وربما
إجراء التعديلات وإعادة اختبار الفروض".

4 ـ المنحى الرابع: مفهوم الإبداع بناءً على
الموقف الإبداعي أو البيئة المبدعة Creative Situation:
يُقصد بالبيئة المبدعة المناخ بما يتضمنه من ظروف ومواقف تيسر
الإبداع، أو تحول دون إطلاق طاقات المتعلم الإبداعية. وتُقسّم هذه
الظروف إلى قسمين هما:

أ ـ ظروف عامة: ترتبط بالمجتمع
وثقافته، فالإبداع ينمو ويترعرع في المجتمعات التي تتميز بأنها
تهيئ الفرص لأبنائها للتجريب دون خوف أو تردد، وتُقدم نماذج مبدعة
من أبنائها من الأجيال السابقة كنماذج يتلمس الجيل الحالي خطاها،
وبالتالي تُشجّع على نقد وتطوير الأفكار العلمية والرياضية
والأدبية ...

وقد أعد تورانس تقريراً حول زيارته لليابان للمقارنة بين تأثير كل
من الثقافتين اليابانية والأمريكية على الإنجاز الإبداعي، وقد ذكر
أنه وجد في اليابان 115 مليوناً من فائقي الإنجاز ـ وهم جميع سكان
اليابان ـ بعكس أمريكا. ويفسر تورانس ذلك في ضوء ثقافة المجتمع
الياباني الميسر للإبداع والتفكير الإبداعي، ومظاهر الجد والدقة
والنظام والصرامة والجهد المكثف، والتدريب على حل المشكلات بدءاً
من مرحلة رياض الأطفال.
ب ـ ظروف خاصة: وترتبط بالمعلمين
والمديرين والمشرفين التربويين وأدوارهم في تهيئة الظروف والبيئة
الصفية والمدرسية لتنمية الإبداع لدى الطلاب.
* تعددت وسائل قياس الإبداع والمقاييس المستخدمة للتعرف على الطلاب
المبدعين وعليه ظهرت مقاييس لسمات الشخصية مثل قائمة سمات التفكير
المبدع (Torance) ومقاييس القدرة على التفكير الإبداعي، وقائمة
السمات للشخصية المبدعة (خير الله 1981) ومقاييس الاتجاه نحو
الإبداع (زين العابدين درويش 1983) ... الخ.

* مكونات الإبداع والتفكير الإبداعي:
يتضمن الإبداع والتفكير الإبداعي يتضمن مجموعة من القدرات العقلية
تحددها غالبية البحوث والدراسات التربوية والنفسية بما يلي:

أولاً : الطلاقة (Fluency)
تتضمن الطلاقة الجانب الكمي في الإبداع، ويُقصد بالطلاقة تعدد
الأفكار التي يمكن أن يأتي بها المتعلم المبدع، وتتميز الأفكار
المبدعة بملاءمتها لمقتضيات البيئة الواقعية، وبالتالي يجب أن
تُستبعد الأفكار العشوائية الصادرة عن عدم معرفة أو جهل كالخرافات.
وعليه كلما كان المتعلم قادراً على إنتاج عدد أكبر من الأفكار أو
الإجابات في وحدة الزمن، توفرت فيه الطلاقة أكثر.

وتُقاس الطلاقة بأساليب مختلفة منها على
سبيل المثال:

1 ـ سرعة التفكير بإعطاء كلمات في نسق محدد، كأن تبدأ أو تنتهي
بحرف أو مقطع معين (هراء، جراء ..) أو التصنيف السريع للكلمات في
فئات خاصة. (كرة، ملعب، حكم ..).
2 ـ تصنيف الأفكار وفق متطلبات معينة، كالقدرة على ذكر أكبر عدد
ممكن من أسماء الحيوانات الصحراوية أو المائية، أو أكبر قدر من
الاستعمالات للجريدة، أو الحجر، أو العلب الفارغة .. الخ.
3 ـ القدرة على إعطاء كلمات ترتبط بكلمة معينة، كأن يذكر المتعلم
أكبر عدد ممكن من التداعيات لكلمة نار، أو سمكة، أو سيف، أو مدرسة
.. الخ.
4 ـ القدرة على وضع الكلمات في أكبر قدر ممكن من الجمل والعبارات
ذات المعنى.

ثانياً : المرونة (Flexibility)
* تتضمن المرونة الجانب النوعي في الإبداع، ويُقصد بالمرونة تنوع
الأفكار التي يأتي بها المتعلم المبدع، وبالتالي تشير المرونة إلى
درجة السهولة التي يغير بها المتعلم موقفاً ما أو وجهة نظر عقلية
معينة.

فالتلميذ على سبيل المثال، الذي يقف عند فكرة معينة أو يتصلب فيها،
يُعتبر أقل قدرة على الإبداع من تلميذ مرن التفكير قادر على
التغيير حين يكون ذلك ضرورياً.

ومن أمثلة الاختبارات الشائعة للمرونة اختبار إعادة ترتيب إعادة
عيدان الكبريت، أو الاستعمالات غير المعتادة لأشياء مألوفة .. الخ.

ثالثاً : الأصالة (Originality)
يُقصد بالأصالة التجديد أو الإنفراد بالأفكار، كأن يأتي المتعلم
بأفكار جديدة متجددة بالنسبة لأفكار زملائه. وعليه تشير الأصالة
إلى قدرة المتعلم على إنتاج أفكار أصيلة، أي قليلة التكرار
بالمفهوم الإحصائي داخل المجموعة التي ينتمي إليها المتعلم. أي
كلما قلت درجة شيوع الفكرة زادت درجة أصالتها. ولذلك يوصف المتعلم
المبدع بأنه الذي يستطيع أن يبتعد عن المألوف أو الشائع من
الأفكار.

* تختلف الأصالة عن عاملي الطلاقة والمرونة فيما يلي:
1 ـ الأصالة لا تشير إلى كمية الأفكار الإبداعية التي يعطيها
الفرد، بل تعتمد على قيمة ونوعية وجدة تلك الأفكار، وهذا ما يميز
الأصالة عن الطلاقة.
2 ـ الأصالة لا تشير إلى نفور المتعلم من تكرار تصوراته أو أفكاره
هو شخصياً كما في المرونة، بل تشير إلى النفور من تكرار ما يفعله
الآخرون، وهذا ما يميزها عن المرونة.

وعليه يمكن قياس الأصالة عن طريق:
1 ـ كمية الاستجابات غير المألوفة والتي تُعتبر أفكاراً مقبولة
لمشاكل محددة مثيرة.
2 ـ اختيار عناوين لبعض القصص القصيرة المركزة في موقف مكثف قد
يكون درامياً أو فكاهياً. ويُطلب من المتعلم أن يذكر لها عناوين
طريفة أو غريبة بقدر ما يستطيع في وقت محدد، مع احتمال استبدال
القصة بصورة أو شكل.

رابعاً : التفاصيل (الإكمال) (Elaboration)
يُقصد بالتفاصيل (أو الإكمال أو التوسيع) البناء على أساس من
المعلومات المعطاة لتكملة (بناء) ما من نواحيه المختلفة حتى يصير
أكثر تفصيلاً أو العمل على امتداده في اتجاهات جديدة. أو هو قدرة
المتعلم على تقديم إضافات جديدة لفكرة معينة، كما يمكنه أن يتناول
فكرة بسيطة أو رسماً أو مخططاً بسيطاً لموضوع ما ثم يقوم بتوسيعه
ورسم خطواته التي تؤدي إلى كونه عملياً.
وقد أشارت ملاحظات تورانس في بحوث الإبداع إلى أن التلاميذ الصغار
الأكثر إبداعاً يميلون إلى زيادة الكثير من التفصيلات غير الضرورية
إلى رسوماتهم وقصصهم.
^ مراحل العملية الإبداعية ( عملية الإبداع
Creative Process ):

ما زال فهم عملية الإبداع ومراحلها من أكثر القضايا الخلافية بين
التربويين وعلماء النفس وطرائق التدريس، ويذكر والاس وماركسبري
Wallas & Marksberry أن عملية الإبداع عبارة عن مراحل متباينة
تتولد أثناءها الفكرة الجديدة المبدعة، وتمر بمراحل أربع هي:

1 ـ مرحلة الإعداد أو التحضير Preparation :
في هذه المرحلة تُحدد المشكلة وتُفحص من جميع جوانبها، وتُجمع
المعلومات حولها ويُربط بينها بصور مختلفة بطرق تحدد المشكلة.
وتشير بعض البحوث إلى أن الطلاب الذين يخصصون جزءاً أكبر من الوقت
لتحليل المشكلة وفهم عناصرها قبل البدء في حلها هم أكثر إبداعاً من
أولئك الذين يتسرعون في حل لمشكلة.
2 ـ مرحلة الاحتضان (الكمون أو الاختمار Incubation ):

مرحلة ترتيب يتحرر فيها العقل من كثير من الشوائب والأفكار التي لا
صلة لها بالمشكلة، وهي تتضمن هضماً عقلياً ـ شعورياً ولا شعورياً ـ
وامتصاصاً لكل المعلومات والخبرات المكتسبة الملائمة التي تتعلق
بالمشكلة.

كما تتميز هذه المرحلة بالجهد الشديد الذي يبذله المتعلم المبدع في
سبيل حل المشكلة. وترجع أهمية هذه المرحلة إلى أنها تعطي العقل
فرصة للتخلص من الشوائب والأفكار الخطأ التي يمكن أن تعوق أو ربما
تعطل الأجزاء الهامة فيها.
3 ـ مرحلة الإشراق (أو الإلهام
Illumination):

وتتضمن انبثاق شرارة الإبداع (Creative Flash) أي اللحظة التي تولد
فيها الفكرة الجديدة التي تؤدي بدورها إلى حل المشكلة. ولهذا تعتبر
مرحلة العمل الدقيق والحاسم للعقل في عملية الإبداع.

4 ـ مرحلة التحقيق (أو إعادة النظر Verification ):

في هذه المرحلة يتعين على المتعلم المبدع أن يختبر الفكرة المبدعة
ويعيد النظر فيها ليرى هل هي فكرة مكتملة ومفيدة أو تتطلب شيئاً من
التهذيب والصقل. وبعبارة أخرى هي مرحلة التجريب (الاختبار
التجريبي) للفكرة الجديدة (المبدعة).
ويلخص الألوسي (1981) مراحل عملية الإبداع
في المراحل الخمس التالية:

1 ـ مرحلة الإحساس بالمشكلة.
2 ـ مرحلة تحديد المشكلة.
3 ـ مرحلة الفرضيات.
4 ـ مرحلة الولادة للإنتاج الأصيل.
5 ـ مرحلة تقويم النتاج الإبداعي.
^ ملاحظات على مراحل عملية الإبداع:
* لا يوجد اتفاق تام بين الباحثين على خطوات العملية الإبداعية أو
مراحلها، وبالتالي فإن مراحل عملية الإبداع ليست خطوات جامدة ينبغي
إتباعها بالتسلسل الجامد السابق الذكر.
* مراحل عملية الإبداع مراحل متداخلة ومتفاعلة مع بعضها، وبالتالي
فإن فكرة المراحل كما يراها بعض الناقدين هي فكرة تحليلية تعمل على
تجزئة السلوك الإبداعي.
* يرفض بعض الباحثين استخدام كلمة مراحل أو أطوار، ويفضلون الحديث
عن جوانب أو أوجه العملية الإبداعية.
* يرى بعض الباحثين في موضوع الإبداع اختصار مراحل عملية الإبداع
إلى مرحلة واحدة هي لحظة الإشراق أو الإلهام (الخلق Moment of
Creation) وبالتالي فإن دراسة الإبداع تكون أكثر فائدة في ضوء
النتاج الإبداعي بدلاً من عملية الإبداع.

^ خصائص المبدعين:

يتمتع المبدعون بصفات شخصية وعقلية ونفسية متنوعة، لكن أهم السمات
العامة المشتركة بينهم تدل ـ بدرجات متفاوتة ـ على أنهم يمتلكون
قدرات إبداعية. ومن هذه الخصائص كما يوثقها أدب الإبداع ما يلي:
1 ـ حب الاستطلاع والاستفسار والحماس المستمر والمثابرة في حل
المشكلات.
2 ـ الرغبة في التقصي والاكتشاف، وتفضيل المهمات العلمية والرياضية
والأدبية والفنية الصعبة.
3 ـ البراعة والدهاء وسعة الحيلة، وسرعة البديهة وتعدد الأفكار
والإجابات، وتنوعها بالمقارنة بأقرانهم.
4 ـ إظهار روح الاستقصاء في آرائهم وأفكارهم.
5 ـ القدرة على عرض أفكارهم بصور مبدعة، والتمتع بخيال رحب وقدرة
عالية على التصور الذهني، والتمتع بمستويات عقلية عليا في تحليل
وتركيب الأفكار والأشياء.
6 ـ تكريس النفس للعمل الجاد بدافعية ذاتية، ويهبون أنفسهم للعمل
العلمي أو الأدبي ... لفترات طويلة، ويميلون للمبادأة في أنشطتهم
الإبداعية، ويثقون في أنفسهم كثيراً.
7 ـ امتلاك خلفية واسعة وعميقة في حقول علمية وأدبية ولغوية وفنية
.. مختلفة ، كما أنهم كثيرو القراءة والإطلاع.
8 ـ المتعلم المبدع يسأل أسئلة إبداعية (مفتوحة النهاية) أعلى في
المستوى العقلي وأكثر عدداً من غير المبدع.
9 ـ الاستقلالية في الفكر والعمل، وكثيرون منهم يميلون للانعزالية
والانطواء.
10 ـ انخفاض سمات العدوانية، أكثر تلقائية من الأقران، وأكثر
استقلالاً في الحكم، معارضون بشدة لرأي الجماعة إذا شعروا أنهم على
صواب، أكثر جرأة ومغامرة وتحرراً، وأكثر ضبطاً للذات وسيطرة عليها.
ويتضح من السمات النفسية والعقلية السابقة أن الفرد المبدع يعاني
توتراً شديداً للتوفيق بين المتعارضات الكامنة في طبيعته مع محاولة
تحمل ذلك التوتر والتكيف معه والحد منه

^ الإبداع والذكاء:
تضاربت آراء علماء التربية وعلم النفس في علاقة الذكاء بالإبداع،
وتذكر أدبيات الإبداع أن هناك رأيين في هذا المجال هما:
* الأول: أن الإبداع في مجالاته المختلفة، مظهر من مظاهر الذكاء
العام للفرد، أو أن الإبداع عملية عقلية ترتبط بالذكاء، ولذلك
يقررون أنه ما لم يكن ذكياً فلا يستطيع أن يُبدع شيئاً، وعليه
فليست هناك قدرة خاصة للإبداع.
* الثاني: أن الإبداع ليس هو الذكاء، وبالتالي فإنهما نوعان
مختلفان من أنواع النشاط العقلي للإنسان. فقد تجد تلميذاً مُبدعاً
ولكنه لا يتمتع بمستوى عالٍ من الذكاء، والعكس وارد أيضاً. أي أن
الذكاء والإبداع قدرتان منفصلتان. وبالتالي هناك قدراً من التمايز
بينهما وإن لم يكن تاماً بين هذين النوعين من القدرات.
وبناء عليه، يُنظر للذكاء كما تقيسه اختبارات الذكاء بأنه تفكير
تقاربي Convergent Thinking يتطلب تقديم إجابات صحيحة معينة. بينما
التفكير الإبداعي هو تفكير تباعدي متشعب Divergent Thinking يتطلب
تقديم عدة حلول مناسبة ومتنوعة، وبالتالي يتميز بالتعبير الحر غير
المُقيد لاستعمال القدرات العقلية.
وفي هذا الصدد، تؤكد بحوث تيلر Taylor وبحوث ماكينون Mackinnon إلى
أن مقاييس واختبارات الذكاء تخفق في تمييز التلاميذ المبدعين، وقد
يرجع ذلك إلى أن تلك الاختبارات تتضمن بدرجة كبيرة أعمالاً تحتاج
إلى التذكر والتفكير المتقارب وتهتم بتقديم إجابة واحدة صحيحة.
ونادراً ما تقيس شيئاً من التفكير التباعدي المتشعب، والذي يتميز
بالاتجاه إلى عدة حلول مناسبة متنوعة.
هذا، وعلى الرغم أنّ الإبداع والذكاء ليس من الضروري أن يرتبطا
بعلاقة عالية، إلا أن خلاصة البحوث تشير إلى أن العلماء المبدعين
يمتلكون مستوى عالياً من الذكاء.
وقد أكدت دراسات حديثة وجوب توفر درجة معينة أو حد أدنى من الذكاء
(حوالي 120) في المتعلم المبدع، دونه ما أمكن له أن يكون مبدعاً.
كما أوضحت معظم الدراسات عدم وجود فروق بين الذكور والإناث بالنسبة
للإبداع والذكاء.

^ الإبداع والتحصيل:
أشارت دراسات عديدة إلى وجود علاقة ضعيفة بين الإبداع والتحصيل
الدراسي، أو سالبة أحياناً. وهذا يعني أن الكفاءة العالية في
التحصيل ليس شرطاً أساسياً لتحقيق الإبداع، وهذا يؤكد ما يقوله
تورانس بأن تعلم المعلومات واسترجاعها يعتبر مؤشراً غير كافٍ
للإبداع.
وهذا قد يفسر: لماذا لم يتوصل كثير من العلماء المبدعين إلى
مكانتهم المرموقة في البيئة المدرسية الشائعة. وفي هذا الصدد نُقل
عن إينشتين Einstein قوله: "إنني لا أكدس ذاكرتي بالحقائق التي
أستطيع أن أجدها بسهولة في إحدى الموسوعات". وعليه فإن المدارس
(والمعلمين) لم تكافئ كثيراً الطلاب المبدعين.

وتؤكد نتائج البحوث أن معظم الطلاب المبدعين حصلوا على تقديرات
متوسطة أو ضعيفة في التحصيل الدراسي، وترد ذلك لأحد سببين: إما إن
المدارس بمراحلها التعليمية المختلفة لم تستطع تمييز المبدعين
وقدراتهم الإبداعية! ، أو لم تستطع مكافأة هؤلاء المبدعين وإشباع
حاجاتهم وقدراتهم التفكيرية الإبداعية.
^ الإبداع والمعلم:
ترى الغالبية العظمى من التربويين أن التعلم الإبداعي لن يتم في
ظروف صفية أو بيئة تعلم لا يتوفر فيها التدريس الإبداعي. وهذا يطرح
سؤالاً حرجاً: كيف يكون المعلم معلماً مبدعاً؟ أو إلى أي درجة
نستطيع إدخال وتبني التدريس الإبداعي في مدارسنا بمختلف مراحلها؟
لأغراض تعليم الإبداع والتفكير الإبداعي يُعرّف رومي Romey الإبداع
بكلمات بسيطة، بأنه القدرة على تجميع الأفكار والأشياء والأساليب
في أسلوب وتقنية جديدة . وبالتالي فالمعلم إذا استخدم أسلوباً أو
تقنية جديدة تساهم في تفجير قدرات المتعلمين الإبداعية (حتى لو كان
هناك من استخدم هذا الأسلوب ، أو تم وصفه في مرجع ما) يكون المعلم
عندئذ معلماً مبدعاً. لذا يُنظر للمعلم باعتباره المفتاح الأساسي
في تعليم الإبداع وتربيته.
ويرى المتخصصون في الإبداع أنه ما لم يمتلك المعلم حداً أدنى من
معامل الإبداع Creativity Quotient على حد تعبير رومي فإن ذلك قد
ينعكس سلبياً على التلاميذ بعامة وعلى المبدعين منهم بخاصة.
ولكي يحدد المعلم معامل الإبداع لديه، فإن عليه أولاً أن يحدد مدى
إبداعه في النشاطات التدريسية التالية:
أولاً: الإبداع في ترتيب وتنظيم الموضوعات
الدراسية:

* أسهل طرق التدريس إتباع المعلم والتزامه بتدريس الموضوعات كما هي
مرتبة في الكتاب المقرر، أو في خطة المنهاج المدرسي.
* ترتيب الموضوعات والنشاطات التدريسية حسب اعتبارات معينة له دور
مهم في إبداع المعلم، فمثلاً: حدوث هزة أرضية في المنطقة، أو ثوران
بعض البراكين، أو غرق باخرة بالقرب من سواحل الدولة، أو خروج رحلة
فضاء، أو نزول المطر .. الخ، يمكن للمعلم المبدع الاستفادة من هذه
الأحداث وغيرها في إعادة ترتيب بعض الموضوعات بمرونة إبداعية،
وهكذا يخرج عن الروتين التدريسي، ويتحرر من جمود الكتاب، وهذا
ينطبق بالطبع بغض النظر عن التخصص الأكاديمي للمعلم (لغة عربية،
علوم، رياضيات .. الخ).
* كم تقوم، كمعلم، بذلك؟ وكم يقوم المعلمون في مدارسنا بذلك؟
ثانياً: الإبداع في إثارة المشكلات:
ينبغي أن تُقدم الموضوعات على صورة مشكلات، أو أسئلة تتطلب الإجابة
عنها. وكل طالب أو مجموعة من الطلاب يرى المشكلة برؤية قد تختلف عن
رؤية الآخرين. وعلى المعلم أن يثير المشكلات بطرق إبداعية بدرجات
متفاوتة بحيث تستفز وتلبي قدرات الطلاب وتُفجّر طاقاتهم الإبداعية.
ومن أمثلة المشكلات التي يمكن للمعلم إثارتها في صورة أسئلة
إبداعية:
1 ـ كيف ينتقل الماء من التربة إلى قمة الشجرة ضد الجاذبية
الأرضية؟
2 ـ لماذا خلق الله البشر بزوج من العيون، لا بعين واحدة؟
3 ـ ماذا يحدث لو دارت الأرض حول نفسها بسرعة تعادل 24 مرة سرعة
دورانها الحالية؟
5 ـ كيف يمكنك الاستفادة من الزجاجات الملقاة في صندوق القمامة؟
6 ـ لماذا تتدلى سيقان نبات التين البنغالي وتنغمس في التربة؟
7 ـ اكتب قصة قصيرة لا تزيد كلماتها عن خمس كلمات.
8 ـ عبّر فنياً بالرسم عن علاقة القط بالفأر.
9 ـ كيف يمكنك قياس مساحة دائرة دون استخدام أية قوانين هندسية؟
10 ـ ماذا تتوقع أن يحدث لو انعدمت الجاذبية الأرضية؟
ثالثاً: الإبداع في تخطيط الدروس:
يُنظر إلى التخطيط الدراسي باعتباره خطة مرشدة وموجهة لعمل المعلم،
وهذه الخطة ليست قواعد جامدة تُطبق بصورة حرفية، بل هي وسيلة وليست
غاية، تتسم بالمرونة والاستعداد للتعديل والتطوير والتحسين في ضوء
المتغيرات المستجدة.
وهذا يعني أن إتباع المعلم لخطة دراسية جامدة لعدة حصص دراسية،
يعني أنه يبتعد عن الاتجاهات الإبداعية في التدريس. وهذا يعني أن
التدريس الإبداعي يتطلب عدة خطط للحصة الواحدة بحيث تلائم حاجات
واستعدادات الطلاب العاديين والمبدعين.
* إلى أيدرجة يبتعد المعلمون عن الخطط الدراسية التقليدية؟ وإلى
أي مدى يخرجون بشكل جذري عن الخطط اليومية؟ وهل يتم هذا الخروج
بتقديم نشاطات تدريسية إبداعية للطلاب لحث أفكارهم وطاقاتهم
الإبداعية؟

رابعاً: الإبداع في السلوك التدريسي الصفي:
المعلم المبدع يمكن أن يعوض أي نقص أو تقصير مُحتمل في النشاطات
التدريسية والإمكانات المادية الأخرى. والسلوك التدريسي الصفي
للمعلم يتطلب إبداعاً في إدارة الصف من جهة، ومرونة وحساسية
للأنماط التعلمية للطلاب فرادى وجماعات. والمرونة تعني انتقال
المعلم من دور الملقن للمعلومات إلى دور المستمع المناقش الموجه
للنشاطات الميسر للتعلم المرافق في البحث والاستقصاء، المشجّع
لأسئلة ونشاطات وإجابات طلابه على تنوعها وجدتها.
* إلى أي درجة، كمعلم، تعتبر سلوكك التدريسي إبداعياً؟ وإلى أي
درجة أنت مرن في إدارة الصف؟ وإلى أي مدى تتصلب في إدارته؟ وكيف هي
علاقاتك بطلابك؟
خامساً: الإبداع في النشاطات المخبرية:
يعتبر المعمل وما يصاحبه من نشاطات مخبرية القلب النابض في التدريس
الإبداعي وتدريس العلوم بخاصة، وينبغي أن يتضمن التدريس الإبداعي
نشاطات مخبرية ومشاكل علمية تتطلب فرض الفروض وطرح الأسئلة والتقصي
والتجريب، على أن تُقدم هذه النشاطات بأفكار وأساليب مبدعة.
وتنمو المواهب الإبداعية لدى المتعلم إذا أُعطي الفرص لأن يعمل
وينقب بنفسه، ويسجل ملاحظاته، ويقيس، ويصنف، ويستنتج، ويتنبأ، ويضع
الفرضيات، ويصمم التجارب، وينفذها، وهكذا ينمو التفكير الإبداعي
للمتعلم، ويقوم بدور المكتشف.
وعليه، إلى أية درجة، كمعلم علوم، تُقدم النشاطات المخبرية بطرائق
غير تقليدية، وهل تسمح نشاطاتك المخبرية لتطبيق عمليات العلم
الأساسية والتكاملية؟
سادساً: الإبداع واستراتيجية توجيه الأسئلة:
لكي يطرح المعلم أسئلة إبداعية، أسئلة تتطلب صياغة للفروض والتفكير
والتقصي والتجريب، عليه أن يسأل أسئلة متنوعة المستويات العقلية
للطلاب المختلفين، فليس جميع الطلاب يُحث تفكيرهم أو تُفجّر
طاقاتهم الإبداعية بنفس النوع والمستوى من الأسئلة، ويتطلب ذلك
الاحتفاظ بسجل دراسي يوضح مراحل التطور التي تطرأ على تفكير كل
طالب؟
والآن حدد المستويات العقلية التي تخاطبها أسئلتك لدى طلابك؟
ونوعية الأسئلة التي توجهها لطلابك خلال المواقف التدريسية
المختلفة؟ وإلى أي مدى تراعي توافق الأسئلة مع المستويات العقلية
والإبداعية لطلابك؟
سابعاً: الإبداع في التقويم:
يهدف التقويم الإبداعي إلى مقارنة أداء الطلاب بالأهداف الإبداعية
التي يسعى المعلم إلى تحقيقها لدى الطلاب، ولكي يكون التقويم
شاملاً ينبغي تقويم تعلم الطلاب من جميع الجوانب، وهذا يشمل تقويم
مدى كسبهم للمعارف وعمليات العلم ومهارات التفكير الإبداعي،
واستخدام الأسلوب العلمي في حل المشكلات، ومدى كسبهم للميول
والاتجاهات الإبداعية الإيجابية.
ثامناً: التقدير العام لإبداع المعلم:
يمكن تقدير إبداع المعلم (مع أخذ المعايير السبعة السابقة) من خلال
إبداع طلابه، فالطلاب المبدعون بصورة أو بأخرى يعكسون لحد كبير
درجة إبداعية المعلم.
وأخيراً يتسم المعلم المبدع بأنه: لا يرى نفسه المصدر الوحيد
لمعارف طلابه، ويقدر الطلاب المبدعين، ويتمتع باتجاهات إيجابية نحو
الإبداع والمبدعين، ويسمح لطلابه بالحرية في العمل والتفكير
واختيارات نشاطات التعلم، وقادر على توفير بيئة تعلم إبداعية،
ويشجع الأفكار الغريبة والجديدة والمبادأة الذاتية لطلابه.

ولضمان المناخ الإبداعي في المدرسة وبالتالي تنمية الإبداع وتفجير
الطاقات الإبداعية، فإنه يتطلب من مدير المدرسة ومساعدوه مساعدة
المعلمين على ممارسة التدريس الإبداعي وتوفير متطلبات ممارسته في
الصفوف، وعليه أن يُشعر معلميه بأنه يقدّر الإبداع وتدريسهم عندما
يُبدعون، ويستعد لتقبُّل الأفكار المخالفة لرأيه، ويهيئ جو المدرسة
مادياً وعقلياً ووجدانياً للطلاب المبدعين، ويشجّع أعمال الطلاب
ومعلميهم التي تتصف بالإبداعية ويفخر بها أمامهم في وجود المسئولين
عن المؤسسة التعليمية كلما أمكن.
* معوقات الإبداع والتفكير الإبداعي:
مراجعة البحوث التربوية أوضحت أن من معوقات الإبداع ما يلي:
أولاً : نقص البحوث في مجال الإبداع العلمي:
نقص البحوث التربوية التي تتناول قضايا الإبداع في التخصصات
المختلفة، وبخاصة في الماضي، كان له دور في إهمال المعلمين للقدرات
الإبداعية لطلابهم والفشل في التعامل معهم. لكن هذا الأمر تغير
كثيراً في السنوات الأخيرة عالمياً وإن ظل معلمينا للأسف في دولنا
النامية غير واعين لهذه الدراسات ومضامينها التربوية، أو لا تهمهم
نتائجها، ولذلك كثرة منهم يتمسكون بأفكار تقليدية أو غير واقعية عن
تعليم الإبداع أو تنمية التفكير الإبداعي!! .
ثانياً : التدريس التقليدي :
* التدريس التقليدي في مدارسنا والذي يتمثل في بعض جوانبه الطلب من
الطلاب وبإصرار أن يجلسوا متسمرين في مقاعدهم، وأن يمتصوا المعرفة
الملقاة لهم كما يمتص الإسفنج الماء يعوق النشاط الإبداعي ونمو
القدرات الإبداعية.
* ربما ساهم نمط القيادة التربوية لدى مديري المدارس الإتباعي
المُقلد في الحفاظ على هذا النمط الشائع من طرائق التدريس حيث يرون
انحصار دورهم في تنفيذ توجيهات رؤسائهم حرفاً بحرف.
* يرى بعض المدرسين وقد يشاركهم في ذلك مديرو المدارس أن تنمية
قدرات الطلاب الإبداعية عملاً شاقاً ومضنياً، فالطالب المبدع لا
يرغب في السير مع أقرانه في مناهج تفكيرهم، وقد يكون مصدر إزعاج
للمعلم والمدير على السواء، وغالباً ما يرفض التسليم بالمعلومات
السطحية التي ربما تُعرض عليه، كما يسبب بعض هؤلاء الطلاب حرجاً
لبعض المعلمين بأسئلتهم غير المتوقعة، والحلول الغريبة التي
يقترحونها لبعض المشكلات، ويعتقد تورانس أن هذا كله ربما يؤثر على
الصحة العقلية للمبدع.
* كما أن المدرسة التي يسيطر عليها جو الصرامة والتسلط هي غالباً
ما تكون أقل المدارس في استثمار الإبداع وقدرات التفكير الإبداعي
لدى طلابها.
ثالثاً : تغطية المادة التعليمية مقابل
تعلمها:

تكدس المنهج يعوق غالباً المعلمين عن تنمية القدرات الإبداعية لدى
الطلاب، خاصة عندما يشعرون بأنهم مُلزمون بإنهاء المادة من ألفها
إلى يائها. وبخاصة أنه لا يوجد في الأدب التربوي ما يؤكد أن تغطية
المادة وقطعها بالكامل تعني أن الطلاب قد تعلموها. وعلى المعلم
الذكي المبدع أن يدرك هذه الحقيقة. وعلى الرغم أن المعلمين
المبدعين قد لا يُغطون مادة علمية كثيرة ، إلا أن طلابهم يحتفظون
بالمعلومات والمهارات التي كانوا قد تعلموها، علاوة على نمو
مواهبهم وقدراتهم التفكيرية الإبداعية.
رابعاً : المناهج والكتب الدراسية :
تشير الدراسات التقويمية لمناهجنا إلى أنها لم تُصمم على أساس
تنمية الإبداع. والأدب التربوي في مجال الإبداع يؤكد على الحاجة
إلى مناهج تدريسية وبرامج تعليمية هادفة ومصممة لتنمية التفكير
الإبداعي لدى الطلاب.
لذا ينبغي تطوير مناهجنا بحيث تسمح بإعطاء فرص التجريب العلمي
والرياضي والأدبي والفني ..، وتتضمن نشاطات مخبرية مفتوحة
النهايات، وتشجع أسئلة الطلاب وتقدم لهم الفرص لكي يصوغوا الفرضيات
ويختبروها بأنفسهم.
خامساً : الاتجاهات نحو الإبداع
* يعتقد بعض المعلمين أن القدرات الإبداعية لدى الطلاب موروثة وأن
بيئة التعلم لها أثر قليل في تنمية هذه القدرات الإبداعية، ويرى
البعض الآخر أن الموهبة تكفى دون تدريب للإبداع، وهما معتقدين خطأ.
* كذلك، فإن هناك عدد غير قليل من المعلمين وبخاصة ذوي الاتجاهات
السلبية نحو الإبداع لا يعرفون كيفية تديل الطرق التي يتبعونها،
والمواد التعليمية التي يستعملونها لتشجيع الإبداع.
* كما إن الامتثال لاتجاهات وضغوط مجموعات الرفاق على الطالب
المبدع للمواءمة والتكيف مع زملائه يؤثر على إبداعه.
سادساً : عوامل أُخرى متصلة بالنظام التربوي
1 ـ التدريس الموجه فقط للنجاح والتحصيل المعرفي المبني على
الاستظهار.
2 ـ الاختبارات المدرسية وأوجه الضعف المعروفة فيها.
3 ـ النظرة المتدنية للتساؤل والاكتشاف، واللذان يُقابلان بالعقاب
أحياناً من قِبل المعلمين.
4 ـ الفلسفة التربوية السائدة في المجتمع ونظرته ومدى تقديره
للمبدعين.
نتائج بحثية هامة :
1 ـ جميع الطلاب على اختلاف أعمارهم وعروقهم، مبدعون لحد ما، بمعنى
أن قدرات التفكير الإبداعي موجودة عند جميع الطلاب مهما اختلفت
أعمارهم وعروقهم وجنسهم.
2 ـ الطلاب متفاوتون في القدرات الإبداعية، بمعنى أن الفروق
الموجودة بينهم هي فروق في الدرجة لا في النوع، أو فروق كمية لا
كيفية، وعليه، يتوزع الطلاب بالنسبة لصفة الإبداع توزيعاً طبيعياً.
3 ـ للبيئة أهمية كبيرة في تنمية الإبداع والتفكير الإبداعي،
وبالتالي تؤثر على الصحة العقلية والقدرات الإبداعية للطلاب.
4 ـ يتعلم المتعلمون بدرجة أكبر وفاعلية أعلى في البيئات التي تهيئ
شروط تنمية الإبداع. فقد تتوفر عند المتعلم القدرات العقلية التي
تؤهله للإبداع، إلاّ أن البيئة (البيت، المدرسة، مجموعة الرفاق،
المجتمع) قد لا يتوفر فيها التربة الصالحة للإنتاج الإبداعي
الخلاق.
مقترحات لإزالة المعوقات التي تواجه تنمية التفكير الإبداعي:
1 ـ تعليم الإبداع والتحريض على ممارسته من خلال برامج تعليمية
تُعد لهذا الغرض في جميع مراحل التعليم، وذلك يستند إلى كون
الإبداع ظاهرة يمكن تعليمها وتعلمها.
2 ـ تعديل وتطوير المناهج الدراسية لتصاغ بطرق تفجر وتنشط القدرات
الإبداعية لدى الطلاب، ولحدوث ذلك لا بد من اقتناع الجهات الرسمية
المشرفة على وضع البرامج الدراسية والمناهج التعليمية.
3 ـ توفير مناخ تعليمي تعلمي اجتماعي يشجع على تنمية القدرات
الإبداعية بين المعلم وطلابه، وبين المعلم والإدارة التربوية، وبين
المدرسة والمنزل.
4 ـ تطوير برامج خاصة لإعداد المعلمين المبدعين والاستمرار في
تدريبهم ونموهم المهني، وتطوير وتعديل اتجاهات المعلمين نحو
الإبداع والمبدعين.

تنمية الإبداع والتفكير الإبداعي
ترى غالبية التربويين المختصين بعلم النفس وطرائق التدريس، أنه
يمكن تنمية الإبداع داخل المدرسة إما:
1 ـ بطريقة مباشرة: عن طريق تصميم برامج تدريبية خاصة لتنمية
الإبداع والتفكير الإبداعي. أو :
2 ـ باستخدام بعض الأساليب والوسائل التربوية مع المناهج المستخدمة
بعد تطويرها، ومنها :
أ ـ استخدام النشاطات مفتوحة النهاية.
ب ـ طريقة التقصي والاكتشاف وحل المشكلات.
ج ـ استخدام الأسئلة المتباعدة (المتشعبة)، والتحفيزية؟ (مثل: ماذا
تعمل لو نزلت على سطح القمر؟ أو لو قابلت إديسون؟
د ـ الألغاز الصورية: وهي شائعة في اللغة العربية والعلوم
والرياضيات ..(كعرض صورتين إحداهما للحمامة، والأخرى للخفاش
للمقارنة بينهما).
هـ ـ العصف الذهني: وهذا يتطلب من المعلم إرجاء نقد وانتقاد أفكار
الطلاب إلى ما بعد حالة توليد الأفكار، والتأكيد على مبدأ "كم
الأفكار يرفع ويزيد كيفها، وإطلاق حرية التفكير، والترحيب بكل
الأفكار مهما كانت غرابتها وطرافتها، والمساعدة في تطوير أفكار
الطلاب والربط بينها.
و ـ اختلاق العلاقات: باختلاق علاقة بين شيئين أو أكثر (صور،
كلمات، أشياء ..) كأن يُسأل الطالب عن ماهية العلاقة بين الورق
والقماش مثلاً، أو القمر والبحر.. .
ز ـ تمثيل الأدوار : حيث يقوم الطلاب بتمثيل أدوار شخصيات معينة
لدراسة موضوعات أو قضايا اهتموا بها دون الالتزام بحفظ نص معين، بل
يُترك المجال لإبداعاتهم وما يفكرون فيه .
مصادر للاستزادة حول قضايا الإبداع والتفكير الإبداعي
2 ـ كتب وبحوث
1 ـ عبد الستار إبراهيم. "ثلاثة جوانب من
التطور في دراسة الإبداع"، عالم الفكر، المجلد 15، العدد 4 ، 1985
.
2
ـ ـ عبد الستار إبراهيم. "التوجيه التربوي للمبدعين"، مجلة
العلوم الاجتماعية . جامعة الكويت، العدد 1 ، 1979.
3 ـ أحمد أبو زيد . "الظاهرة الإبداعية". عالم الفكر ، المجلد 15
"، العدد 4، 1985.
4 ـ صائب أحمد الألوسي. "أساليب التربية المدرسية في تنمية قدرات
التفكير الإبتكاري". رسالة الخليج العربي. المجلد 5، العدد 15،
1985.
5 ـ بول أ. تورانس . دروس عن الموهبة والابتكار نتعلمها من أمة ذات
115 مليون فائقي الإنجاز. ترجمة عبد الله محمود سليمان. مجلة
العلوم الاجتماعية، جامعة الكويت. المجلد 8، العدد 3، 1980.
6 ـ سيد خير الله، بحوث نفسية وتربوية:
اختبار القدرة على التفكير الابتكاري، دار النهضة العربية للطباعة
والنشر، بيروت، 1981.
7 ـ سيد خير الله، بحوث نفسية وتربوية: قائمة السمات الشخصية
المبتكرة، دار النهضة العربية للطباعة والنشر، بيروت، 1981.
8 ـ زين العابدين درويش. تنمية الإبداع: منهجه وتطبيقه. دار
المعارف، القاهرة، 1983.
9 ـ حسين الدريني. الابتكار: تعريفه وتنميته. حولية كلية التربية،
جامعة قطر، المجلد 2، العد 1، 1982.
10 ـ عايش محمود زيتون. تنمية الإبداع والتفكير الإبداعي في تدريس
العلوم. عمان: الجامعة الأردنية، 1987.
ا
لمرجع
د. يسري مصطفى السيد

جامعة الإمارات العربية المتحدة ـ كلية التربية
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
أسماء محمود
مشرف
أسماء محمود


عدد المساهمات : 498
تاريخ التسجيل : 20/05/2010
العمر : 38

الإبداع في العملية التربوية Empty
مُساهمةموضوع: رد: الإبداع في العملية التربوية   الإبداع في العملية التربوية Emptyالخميس يونيو 17, 2010 7:58 am

الأستاذ الفاضل
أ/ نادر الليمونى
شكرا لحضرتك على هذا الإبداع الرائع وفيت وكفيت جزاك الله كل خير وجعل كل ما تقدمه لنا فى ميزان حسناتك


دمــــــــــــــــــــــــ فى تألق وإبداع دائما ـــــــــــــــــــــت
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
صلاح نافع
عضو خبير
عضو خبير
صلاح نافع


عدد المساهمات : 256
تاريخ التسجيل : 20/05/2010
العمر : 52

الإبداع في العملية التربوية Empty
مُساهمةموضوع: رد: الإبداع في العملية التربوية   الإبداع في العملية التربوية Emptyالخميس يونيو 17, 2010 11:33 pm

اشكرك استاذ نادر على هذه الموسوعة الابداعية
وللعلم للمعلم دور هام فى تنمية الابداع لدى المتعلمين والاهتمام به ورعايته وعلى النقيض ايضا من الممكن ان يقتل المعلم الابداع لدى التلاميذ
فرعاية المبدعين فن ومهارة وخبرة
لانه كل انسان لديه طافة ابداعية فى مجال ما والمعلم الواعى الفاهم هو الذى يستخرج هذه المهارة ويرعاها لدى التلاميذ
واشكرك ثانيا اخى نادر على موضوعك الجميل
وجزاكم الله كل خير
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
نادر الليمونى
مشرف
نادر الليمونى


عدد المساهمات : 851
تاريخ التسجيل : 20/05/2010
العمر : 52

الإبداع في العملية التربوية Empty
مُساهمةموضوع: رد: الإبداع في العملية التربوية   الإبداع في العملية التربوية Emptyالإثنين يونيو 21, 2010 4:49 am



تنمية الإبداع عند طلا
تنمية الإبداع
عند طلابنا
عبد الرحمن محمد الخوجا
[b]
مرشد ومحاضر تربوي

[b]
كلية دافيد يلين


يعتبر الإبداع Creativity أحد أهم الأهداف التربوية التي تسعى
المجتمعات الإنسانية المتقدمة إلى تحقيقها، فالأفراد المبدعين
يلعبون دورا مهما وفعالا في تنمية مجتمعاتهم في جميع المجالات
التربوية والاجتماعية والفنية والتقنية (منى، 1993) ، ومجتمعنا
الفلسطيني يعاني اليوم من مشكلات تربوية وتعليمية وسلوكية
واجتماعية وسياسية، هو إلى أمَس الحاجة في الاهتمام بالطلاب
المبدعين ،رجال الغد ، الذين يبنون الحضارات ويصنعون التقدم
لامتهم وللعالم اجمع، فما أحوج طلابنا إلى الاهتمام من جانبنا
لتنمية النواحي العقلية والمعرفية في سبيل إخراج طاقات الإبداع
عندهم وتوجيهها الوجهة السليمة المناسبة، لتنتج لنا بعد جهد
جهيد ضروريات الحياة في مختلف الجوانب ويكون واقعنا عندها،
افضل واحسن.


إن الفرد المبدع يعتبر ثروة وطنية، جوهرة نفيسة، يجب البحث
عنها والحفاظ عليها، لما يمكن أن يسهم فيه من تقدم وازدهار
حضاري.


من خلال هذه المقالة سنتطرق إلى ،مفهوم الإبداع في اللغة
،تعريف الإبداع، علاقة الإبداع بالذكاء، مستويات التفكير
الإبداعي، كيفية تنمية الإبداع, صفات الشخص المبدع، خصائص
التفكير الإبداعي.


مفهوم الإبداع في اللغة


إن تناول موضوع الإبداع في قاموس اللغة العربية واسع جدا ، ليس
من السهل حصرة في فقرة قصيرة ، ولكن سوف أسهب في التعريف
للتسهيل والتوضيح . " بدع " : البديع : المُبْتدع ُ، وهو من
أسْماءِ الله الحُسنَى، لإبداعهِ الأشْياء وإحداثه إيّاها، وهو
البديعُ الأوَّل قْبل كل شيءٍ . وقال أبو عدنان :المُبتدِعُ :
الذي يأتي أمراً على شبهٍ لم يكن ابتدأه إياه، والبديع من
أسماء الله عز وجل لإبداعه الأشياء وإحداثه إياها، قال الله جل
شأنه: " بديعُ السّمواتِ والأرْضِ " (سورة البقرة الاية 117)،
أي أنه أنشأها على غير حذاء ٍ ولا مثال .والبديع أيضا:
المبتدع. يقال جئتُ بأمر ٍ بديع ٍ، أيْ مُحْدَثٍ عَجيِـِبٍ،
لمْ يُعْرفْ من قبْل ذلكَ (الزبيدي ، 1994).



تعريف الإبداع


يمكن تعريف الإبداع انه " الخروج عن المألوف "، والإبداع
بالمفهوم التربوي عملية تساعد المتعلم على أن يصبح أكثر حساسية
للمشكلات وجوانب النقص والثغرات في المعلومات واختلال الانسجام
وما شاكل ذلك، وتحديد مواطن الصعوبة والبحث عن حلول وتكهن
وصياغة فرضيات واختبار هذه الفرضيات واعادة صياغتها أو تعديلها
من أجل التوصل إلى نتائج جديدة ينقلها المتعلم /ة للآخرين (
جبر،2000) .


والإبداع أيضا هو القدرة على التفكير للتوصل إلى إنتاج متنوع
وجديد يمكن تنفيذه، سواء في مجال العلوم أو الفنون أو غيرها من
مجالات الحياة المختلفة، فالنجار الذي يصنع الأثاث بصورة جديدة
أو بشكل غير تقليدي يعتبر مبدعاً، وكذلك الفنان الذي يرسم لوحة
جميلة بغير مثيل سابق يعتبر مبدعاً، والعالم الذي اكتشف قوة
البخار من رؤيته لغلاية على موقد فاستخدمه في عمل القاطرات،
يعتبر مبدعاً، والكاتب الذي يعبر عن الأفكار بأسلوب جميل، شخص
مبدع ( عبد الرازق ، 1994).


ليس من السهل تعريف الإبداع كونه ظاهره أو موضوع على جانب من
التعقيد، مع تباين واضح بين العلماء وعدم اتفاقهم على تعريف
واضح محدد، فبعض العلماء يقصدون بالإبداع القدرة (Ability) ،
على خلق شيء جديد أو مبتكر تماما واخراجه إلى حيز الوجود،
بينما يقصد بعضهم الآخر في الإبداع العملية (Process ) أو
العمليات وخصوصا ً السيكولوجية ، التي يتم بها ابتكار الشيء
الجديد ذي القيمة العالية، في حين ينظر فريق ثالث إلى الإبداع
في حدود العمل الإبداعي ذاته أو المحصلة، أو الناتج الذي ينشأ
عن القدرة على الإبداع وعن العملية الإبداعية التي تؤدي في آخر
الأمر إلى إنجاز العمل الإبداعي وتحقيقه ( جامعة القدس
المفتوحة ، 1997).


ويعرف الإبداع أيضا على انه استجابة جديدة مختلفة وغير متوقعة
لموقف ما، يحوى طلاقة التفكير وتنوع الاستجابات للمثير، ومرونة
التفكير والأصالة أي الأداء الذكي المميز، والتفصيل، أي إضافة
معلومات موسعة وتفصيلية إلى الأفكار الرئيسية(الخطيب و الحديدي
، 1997 ).


ويمكنني أن أقدم تعريفي الخاص للإبداع، الإبداع هو ما ينتج عنة
تفكير إبداعي أصيل، مميز ونافع يساعد في تطور تربوي أو اجتماعي
أو تكنولوجي ما، أو يساهم في حل مشكلة ما بطريقة مبتكرة أو
مميزة معتمدا على أصالة التفكير في فحص اكبر عدد ممكن من
الفرضيات المتوفرة واختيار الأحسن والأنسب للواقع التربوي او
الاجتماعي أو التكنولوجي وغيرة.



علاقة الإبداع بالذكاء :


تضارب الآراء بين العلماء والباحثين حول العلاقة ما بين
الإبداع والذكاء، فمنهم من يرى أن القدرة على الإبداع مستقلة
استقلالاً نسبيا عن الذكاء، في حين يرى فريق آخر، أن هناك
علاقة بين الإبداع والذكاء، أما الفريق الثالث فيرى أن الإبداع
عملية عقلية ترتبط بالذكاء بل وتشكل جانبا ً من جوانبه (جامعة
القدس المفتوحة ،1992; عبد الرازق ،1994).


وإنني اوصي إلى تبني الفرض الثالث ، من حيث العلاقة القوية
والواضحة بين الإبداع والذكاء، وإلا كيف يمكن للإنسان أن ينتج
شيئا جديدا مميزا ذا مواصفات مميزة أو أن يستطيع حل مشكلة ما
بطريقة إبداعية مع الأخذ بعين الاعتبار جميع الفرضيات ومقارنة
الأفضل والأحسن !!


ويوجد اتفاق شبه عام بين الباحثين من أجل تحقيق نتاجات إبداعية
عالية لا بد من توافر حد أدنى من الذكاء يختلف من مجال إلى أخر
في مجالات النشاط، العلمي أو التربوي أو الفني وغيرة، هذا
وعندما يتجاوز الذكاء حدا ً معينا ً ليس من الضروري أن يقود
ذلك الذكاء إلى نمو في الإبداع، فالحد الأدنى الذي يتطلبه
الإبداع العلمي مثلا ً وفق ما يراه بعض الباحثين يعادل نسبة
ذكاء ( 110 – 120 ) درجة، أما الحد الأدنى للذكاء المطلوب في
الإبداع الفني ( 95 – 100 ) درجة ، ويبين لنا هذا ورغم التباين
في درجات الذكاء من مجال إلى آخر ضرورة توفر عنصر الذكاء،
كمطلب أساسي للاكتشافات والاختراعات العلمية والثقافية والفنية
(جامعة القدس المفتوحة ،1992; عبد الرازق ،1994).


وينقلنا هذا الأمر في التباين والخلاف بين العلماء إلى تقسيم "
تايلر " فيما يتعلق بمستويات التفكير الإبداعي.




مستويات التفكير الإبداعي :


يرى " تايلور" فكرة مهمة حول التفكير الإبداعي، وهي فكرة
مستويات الابتكار، ففي رأيه أن الإبداع يختلف في العمق وليس في
النوع، ومن غير الصائب التمييز بين الإبداع العلمي والإبداع
الفني مثلا لأنه يتعدى حدود المحتوى، وما يهمنا من مقترحات "
تايلور " أنه يحدد خمسة مستويات للتفكير الإبداعي وهي:


1. مستوى الإبداعية التعبيرية، وذلك كما تتمثل في الرسوم
التلقائية للأطفال وهو أكثر المستويات أساسية ويعد ضروريا
لظهور المستويات التالية جميعا ويتمثل في التعبير عن المستقبل
دون حاجة إلى المهارة أو الأصالة أو نوعية الإنتاج.



2. مستوى الإبداع الإنتاجي، حيث يظهر الميل لتقييد النشاط الحر
التلقائي وضبطه وتحسين أسلوب الأداء في ضوء قواعد معينة.


3. مستوى الإبداع الاختراعي،
وأهم خصائص هذا المستوى الاختراع والاكتشاف اللذان يتضمنان
المرونة في إدراك علاقات جديدة وغير عادية بين الأجزاء التي
كانت منفصلة من قبل، كأن يعبر المبتكر بإنتاجه عن طريقة جديدة
لإدراك المثيرات.


4. مستوى الإبداع التجديدي أو
الاستحداثي
، ويتطلب تعديلا مهما
في الأسس أو المبادئ العامة التي تحكم ميدانا كليا في الفن أو
العلم أو الأدب.


5. مستوى الإبداعية المنبثقة، وفي هذا المستوى نجد مبدأ أو
افتراضا جديدا تماما ينبثق عند المستوى الأكثر أساسية والأكثر
تجريدا، حيث يتطلب هذا النوع من مستويات الابداع إلي فكر أصيل
وتنوع في الأفكار المطروحة( ابوحطب و صادق ،1980 ).



كيفية تنمية الإبداع ؟


يمكننا أن ننمي لدى طلابنا في المدارس من المرحلة الابتدائية
وقبلها أيضا " البستان والتمهيدي " على التفكير الإبداعي من
خلال توفر المعلم المبدع أولا ومن خلال المادة الدراسية
الحديثة والحيوية، غير التقليدية ثانيا، مع الاهتمام بتوفير
جميع الظروف البيئية الداعمة لذلك ! ويلعب مربي الصف أو المعلم
دورا وسيطا إيجابيا ما بين المدرسة والاسرة، حيث ينقل للأسرة
مدى إبداع ولدهم في جانب معين أو عدة جوانب متعددة، وذلك على
أمل التواصل والاستمرارية والدعم والمتابعة، والمعلم ينقل
أيضاً لادارة المدرسة إبداع طلابه ويوفر لهم الدعم المادي من
ميزانية المدرسة والدعم المعنوي والتعزيز المناسب، والمدرسة
كجهاز تربوي مركزي تكمل هذا الدور، وبدورها أيضا من خلال
المادة الدراسية تقدم المقررات الدراسية المتنوعة بصورة حديثة
وشائقة وجذابة، بعيدا ً عن التقليدية ( التي تركز على المعرفة
في حد ذاتها فقط )" التربية البنكيه "، فيصبح المعلم هنا ملقنا
ً والطالب سلبيا ً، علية أن يستمع ويحفظ !! ، وتأتي الامتحانات
الشهرية وآخر العام التدريسي لتقيس هذا الحفظ !؟ .... إن هذا
المسار يقتل الإبداع، ويعوق نمو التفكير لدى الطالب (عبد
الرازق، 1994 ) .



وللخروج من هذا المأزق وفي سبيل تطوير واقع العملية التربوية،
التي تسمح بنمو الإبداع لدى طلابنا نقترح التالي :-



- العمل على تنمية جميع جوانب الشخصية بكل مستوياتها بشكل كلي
ومتكامل، دون التركيز على جانب دون أو أكثر من جانب آخر.


- تقديم مقررات دراسية تنمي الخيال والاكتشاف، وتتطلب وضع
الافتراضات ، فتصبح الكتب وسيلة لتنشيط الذهن، وإثارة للبحث
والتجريب، ومع الأسف الشديد فالمتتبع للمعملية التدريسية يلمس
الجمود والتقليد وحشو المعلومات في منهاج مدارسنا العربية .


- عدم تقديم معلومات جاهزة مكدسة بين صفحات الكتب، فيتعود
الطالب الحفظ دون فهم ونقاش، ومن ثم يتعود عدم الفهم والحفظ
!!، فتتعطل العقول عن التفكير والإبداع ،ليكون واقعنا التربوي
يتمثل في طالب همة النجاح فقط، ومعلم غرضه إنهاء المنهاج
الدراسي وكأنة في صراع مع الزمن !! متناسيا مصادر التعليم
الأساسية – المكتبة ، المختبر، البيئة وغيرها –


- طرح قضايا داعمة للمنهاج الدراسي من اجل تنمية التفكير وملكة
الإبداع مثل : طرق الحافظ على البيئة ، أزمة المواصلات ،
النزاع السياسي حول القدس ، الزلزال القادم وطرق النجاة، غير
ذلك ...


- طرح أسئلة احتمالية مثل : ماذا يحدث لو توقفت حركة المواصلات
؟ ماذا يحدث لو حجبت أشعة الشمس عن كوكبنا الأرضي ؟ ماذا يحدث
لو تحولت الغابات إلى صحراء كبرى ؟ ، غير ذلك ...


- تغيير صور الامتحانات من أسئلة تقيس التذكر (مثل :ما هي –
عدد – اذكر – عرف ... وغيرها ) إلى أسئلة تحتاج من الطالب
إجابة مفتوحة تثير التفكير وتحترم عقلية المتعلم !! مثل : أن
يطلب من الطالب أن يكتب عن طرق المحافظة على البيئة، أو أن
نطلب من الطالب كتابة أكبر عدد من علاقات التشابه بين شيئين
مختلفين تماما ً مثل الجبال والسهول.



- عرض قائمة كلمات من المنهاج الدراسي، ويتم تدريب الطلاب على
كتابة كل ما يخطر في ذهنهم حول كل كلمة، منها مثلا في اللغة
العربية: – الأمانة – الصدق – الوطن – وغيرها... ( عبد الرزاق
، 1994) .


- التفكير الجانبي ( الأفقي )، هو البحث عن بدائل وطرق
واقتراحات وآراء كثيرة قبل اتخاذ القرار، ويمكن تشبيه ذلك بذاك
الذي يحفر حفرا ً كثيرة في مواقع عديدة ، فهو لا يكتفي بحفرة
واحدة ، وقد تنبع الفكرة الإبداعية هنا ! (الحمادي ،1999) .


- استخدام طريقة لعب الدور Role Play"" "أي مفهوم " لتكن شخصا
آخر " تعتبر من الطرق الفردية للتدريب على الإبداع "، يقوم
الطالب من خلال هذه الطريقة بممارسة الدور الذي يتفق ودوافعه،
وحاجاته، وميوله الإبداعية، إذ يرى الطالب الآخرين من خلال
ملاحظته لذاته،ويتعرف على اتجاهاتهم نحو خصائصه وصفاته. وفي
هذه الطريقة يتعلم الطالب طرقا ً وأساليب جديدة لممارسة
الأعمال، ولتجربة أساليب سلوكية جديدة مما يوسع من آفاق
شخصيته، ويسرح في الخيال متجاوزا ً لحدود الواقع المحيط به
.يتيح هذا الأسلوب للطالب بالإبداع التلقائي، ويساعده على فهم
ذاته أو ما يسمى بالتعلم عن الذات، بالإضافة إلى تمكين الطالب
من أن ينطق بخبراته اللاشعورية التي – أحيانا – لم تظهر ولو
مرة واحدة على لسانه (قطامي ، 1990) .



- طريقة العصف الذهني" Brainstorming " وهي الطريقة التي
ابتكرها "أوزبورن " عام 1953، ومن بعده بارنز Parnes) (وشاعت
بعد ذلك شيوعا عظيما. ورغم أنها طريقة للتدريب الجماعي إلا
أنها تصلح للتدريب الفردي أيضا. وتتكون جلسة القصف الذهني
العادية من جماعة عددها يتراوح بين 6-12 يجلسون حول مائدة
مستديرة وينتجون تلقائيا الأفكار التي ترتبط بحل مشكلة معينة.
ويجب أن يتوافر في الجلسة الشروط الأربعة الآتية.


أ. استبعاد أي نوع من الحكم أو النقد أو التقويم في بداية
الجلسة، فإحساس الفرد بأن افكارة ستكون موضعاً للنقد منذ
ظهورها يكون عاملا كافيا ً للامتناع عن إصدار أفكار أخرى ! .


ب. تشجيع التداعي الحر الطليق وتقبل جميع الاستجابات.


جـ. تأكيد كم الاستجابات، لا كيفها، فالمهم هنا كم الأفكار
المطروحة في جلسات العصف الذهني ، فالكم يؤدي إلى تنوع
الأفكار، وبالتالي إلى جدتها وأصالتها .


د. مشكلات المناقشة تدور حول تحسين ظاهرة معينة أو الربط بين
أطراف متعددة.


والهدف من هذه الطريقة هو تحرير المرء من عوامل الكف التي تعوق
نشاطه الإبداعي ويتمثل ذلك على وجه الخصوص في تحريره من آثار
الحكم الناقض ، سواء كان يعمل بمفرده أو في جماعة (الحمادي،
1999; ابو حطب و صادق، 1980) .


- تمرير المعلومات الدراسية عن طريق الحوار أو الجولات أو
الفنون أو التمثيل أو الدراما .


- استغلال واقع اثر القصة الهادفة المعبرة على نفوس الطلاب،
ويمكننا أن نروي قصة قصيرة ومن ثم نفتح الحوار لملكة التفكير
عند طلابنا للتعبير والإبداع النافع، وهذه قصة قصيرة جدا قد
أعجبتني بعنوان " الصياد والفيلة " يمكن أن تعتبر من الطرق
الحديثة لتطوير وتنمية الإبداع عند طلابنا من خلال فتح حوار
متعدد الأبعاد والأهداف، يشمل التعبير عن الأحاسيس والمشاعر
والتفكير المنطقي أيضا !!


" في إحدى الغابات الإفريقية، حفر الصيادون حفرة كبيرة، غطوها
بالأغصان وأوراق الشجر، وتركوها إلى أن يسقط فيها، حيوان
يأخذونه حيا إلى حدائق الحيوان.


وفي الصباح، اقترب قطيع من الأفيال، كانت الأفيال تبحث عن ماء
تشرب منه، وفجأة ارتفع صوت أغصان تتحطم وسقط الفيل الذي كان
يسير في المقدمة في حفرة الصيادين. وتوقفت الأفيال، وقد ملأتها
الدهشة والمفاجأة، وعندما فهمت حقيقة ما حدث، رفعت خراطيمها،
إلى أعلى، وأطلقت صيحات الغضب ... وفجأة اتجه أحد الفيلة إلى
شجرة كبيرة، قطع منها غصنا ألقى به في الحفرة .. ثم قطع غصنا
آخر ألقاه أيضا في الحفرة .. وبسرعة اشترك قطيع الأفيال كله،
في قطع الأغصان والقائها في الحفرة.


بدأ قاع الحفرة يرتفع، وقد امتلأ بالأغصان، وبعد قليل كان في
استطاعة الفيل الذي يقود القطيع أن يخرج من الحفرة التي امتلأت
بالأغصان، وأن ينطلق ثانية في مقدمة القطيع، وقد ارتفعت خراطيم
أفراده في الهواء، وهي تطلق هذه المرة صيحات النصر ! (
الكيلاني ، 1996) .


ففي الوقت التي تعطي هذه الحكاية معلومات أولية مبسطة عن وجود
الغابات والأفيال في إفريقيا، وطريقة التعبير عن الغضب والفرح
عند الأفيال، وذلك برفع خراطيمها إلى أعلى، وإصدار صيحات من
نوع مميز، فإننا نعرف الطالب من خلال سرد القصة، على طرق تطوير
الخيال، واساليب البحث عن مخرج عند المآزق، والتفكير الإبداعي
في طرق حل المشاكل او الارتقاء للأحسن أو التعبير عن العواطف
أو طرح حلول بديلة أو لعب دور الفيل وهو في الحفرة، ويمكننا
هنا أيضا أن نضـع أســـئلة حول القـطعـة، أو إثارة التفكير عند
الطالب كي يتوصل إلى حل أو مخرج ذكي في حال مواجهته المشكلة،
وقد يكون تطوير الإبداع هنا، عبر توصل الطالب إلى العبرة من
القصة، كما ويمكننا أيضا أن نبدل عـنوان القصـة، او أن نعمل
بطـاقات ورسومات تتناسب مع أحداث القصة وغيرة مما قد ينمي
التفكير الإبداعي لطلابنا.


- ومن الطرق الحديثة والمهمة جدا ً لاكتشاف الإبداع عند
طلابنا، استخدام طريقة الكتابة الإبداعية، ومن خلال تجربتي في
هذا الميدان مع طلاب مدارسنا العربية، وجدت أن الطالب إذا
توفرت له الفرصة للإبداع فسوف يبدع !! وعندما نؤمن نحن
المعلمين بمبدأ القدرة عند الطالب ، أي كل طالب يستطيع ‍‍،
يستطيع أن ينجح، يستطيع أن يبدع، يستطيع أن يفكر، ويرتقي
بقدرته التفكيرية والإبداعية، فما علينا إلا أن نؤمن أولا
بقدرة طلابنا، ومن ثم إعطاء الفرصة لهم كي يحققون أنفسهم ،
وبعدها ، فسنرى الأمور بغير ما اعتدنا عليها، بل قد نرى طلابا
مبدعين لم نعهدهم من قبل.




ومن اجل الاستمرار في إخراج باكورة
الإبداع عند طلابنا الأعزاء ، اقترح النقاط التالية : -



- التدريب على إنتاج أفكار جديدة.


- إثارة الدافعية للبحث والاكتشاف.


- التنافس في مجال إخراج التفكير الإبداعي.


- زيادة الثقة بالنفس.


- احترام الآراء المختلفة.


- فتح النقاش الفكري ، مع توفير الجو المناسب لذلك .


- تشجيع حرية الكلام.


- تقديم الإرشاد للطلاب حول ، طرق الاستفادة من المعلومات.


- فتح صفوف خاصة للمبدعين .


- توجيه الأطفال نحو" التربية الإيمانية " في سبيل تعزيز
العلاقة مع الخالق المبدع .


- أن تهتم مجلات الأطفال بالتفكير من حيث إثارة المسائل
والتمارين الذهنية.


- تشجيع وتعزيز الطالب المبدع ، أمام جميع طلاب المدرسة .


- تقدير الفكرة الإبداعية، واحترامها من قبل المدرسة والأسرة
ومؤسسات الطفولة المحلية.


- عمل برامج " دورات " توجيه وإرشاد المبدعين.


- تعليم الأطفال طرق حل المشاكل.


- تشجيع عادة المطالعة ، وتخصيص أسبوع للمطالعة الثقافية .


- الاهتمام بموضوع فهم المقروء.


- ابتكار ألعاب تنمي الذهن والتفكير لدى الطلاب.


- تعزيز علاقة الإنسان بالطبيعة الجميلة، لما لها علاقة
بالمشاهدة والمتابعة والبحث والتفكير.


- إعداد البيئة المناسبة في البيت والمدرسة للتعبير عن الأفكار
الإبداعية.


- الاهتمام من قبل المربين بالتدريب الفردي للمبدعين.


- تطوير طرق التفكير وحل المشاكل .


- تطوير طرق تنمية الإبداع.


- الاهتمام بموضوع الصحة العامة "العقل السليم في الجسم
السليم".


- الاهتمام بإجراء مسابقات الإبداع المحلية في الكتابة
الإبداعية ، الفن ، العلوم .




صفات الشخص المبدع :


يتميز الشخص المبدع بمجموعة من الخصائص والصفات... من أبرزها
ما يلي:


- درجة ذكائه أعلى من المتوسط.


- سرعة تقدمه نحو الإجادة في العمل.


- إحساسه المتميز بالبيئة المحيطة به من حوله.


- إحساسه الصادق بالرضا والارتياح النفسي لممارسة عمله.


- قدرته على إعطاء عدد من الحلول البديلة لمشكلة ما.


- قدرته على إقناع الآخرين.


- يعمل بكل ثقة وعزم.


- يتحدى نفسه في تحقيق الأمور الصعبة.


- يفضل أن يتابع المسائل بنفسه، ولا يعتمد على الآخرين إلا
قليلا .


- يعتبر خبرته أسمى صور الحقيقة


- ولعه في العمل أو اللعب بالأشياء غير المحتملة أو غير
المتوقعة.


- تعبيره عن الكيفية التي يرى بها العالم من حوله يتصف بالصدق
والأمانة.


- رصيده من المعلومات أعلى من رصيد الشخص العادي.


- اهتمامه بتوظيف المعلومات أهم من اهتمامه بالمعلومات ذاتها.


- اهتمامه بالمعاني الواسعة والعلاقات القائمة بين الأشياء
أكبر من اهتمام العاديين.


- رغبته الصادقة في الاستفادة من إمكانياته الادراكية
والمعرفية والتعبيرية.


- سماته الشخصية متميزة ومن أبرز هذه
الصفات ما يلي:


تقبل التعقيد - ارتفاع مستوى الغموض - انخفاض مستوى القلق -
عدم الخوف من الوقوع في الخطأ - تفضيل الاستجابات الجديدة -
روح الدعابة والمرح - الانفتاح الذهني - سعة الخيال - الاجتهاد
والنظام - الشعور بالتحدي في مواجهة الأمور الصعبة - الميل إلى
التعبير عن العدوان والعنف( شطناوي ،1990 ، منى،1993،قطامي
،1990).




خصائص التفكير الإبداعي:


من اجل أن يكون هناك تفكير إبداعي ، فلا بد من توفر
مجموعة من الخصائص للتفكير الإبداعي أهمها :


- أصيل: أي قادر على إنتاج الجديد من الأفكار والأشياء.


- مرن: أي قادر على النظر إلى الأمور من زوايا مختلفة.


- مفيد ونافع: أي قابل للتطبيق والانتقال.


- حساس للمشكلات: أي قادر على رؤية وإيجاد حلول مختلفة لها
وقادر على ملاحظة النواقص والتناقضات في البيئة.


- خلق تراكيب جديدة من عناصر قديمة.


- يتحسس طريقه في جميع خطوات عمله فالإحساس هو الوسيلة الأولى
في إدراك العمليات والعلاقات.


- يفتح المفكر نفسه للعالم فيصير أكثر قربا إلى ما يحيط به من
أشياء فيجعل من عالمه الخارجي وحدة متكاملة مع عالمه الداخلي.


- يفتح المفكر نفسه للعامل الداخلي فتندمج بذلك أحداثه الماضية
مع الحاضرة والمستقبلة بأسلوب طبيعي غير متكلف ( شطناوي
،1990).




خـاتـمـة :


كم يمكن لنا أن نضع توصيات حول أهمية
الإبداع، وطرق تنميته ؟! وما هي في المقابل الظروف الصعبة التي
تمنع من تحقيق الإبداع و تقدم طلابنا ؟،،، و كم تكون حجم
الخسارة في حال الإهمال والتقصير من جانبنا إذا كنا نعلم أن
بيننا طلابا أذكياء مبدعين، ولا ندري أين هم، وفي حال وجودهم
لا نعلم كيفية التعامل معهم ؟! وكم تكون الفاجعة إذا كنا نعلم
أن طالبا ما مبدعا ، ونحاول أن نحبطه أو نتجاهله تحت عنوان "
طالب كثير الغلبة "؟! 0




ونتساءل هنا متى من الممكن إحداث الانقلاب الجذري والشامل في
جهاز التعليم العربي. تشير الدراسات المتعلقة بموضوع الإبداع
إلى انه من بين الأشخاص الذين يبلغون الخامسة والأربعين من
عمرهم، يوجد حوالي 2% فقط من الأشخاص المبدعين ، بينما تصل
نسبتهم بين الأولاد في سن الخامسة إلى 90% (الماضي ، 1999).
فهل كلما تقدمنا في العمر يقل الإبداع !؟، أم يضعف أو ينعدم
أسلوب التربية الإبداعية في مؤسساتنا التربوية، أين دور المعلم
هنا ؟، وأين يقتصر دور الأسرة ؟ فليس بالخبر وحدة يحيا الإنسان
!، إن الناظر إلى هذه النسبة المئوية التي تشير إلى 90% من
أطفالنا حتى سن الخامسة مبدعين ، تؤكد على الدور الريادي
للروضة والمدرسة والأسرة والقائمين على التربية ، ولنا أن نسأل
أنفسنا هنا، ماذا عملنا من تنمية الإبداع عن أولادنا ؟! إن
أهمية تنمية وتدريب الإبداع عند أطفالنا يجب أن تبدأ مع مرحلة
الطفولة المبكرة !! لذا أوصي بأهمية تبني موضوع الإبداع في
البستان ورياض الأطفال، والمدرسة العربية، ومؤسسات الأسرة
والطفولة المختلفة.





المراجع



* الخطيب ، جمال ، الحديدي ، منى .( 1997 ) ،المدخل إلى
التربية الخاصة ،مكتبة الفلاح ، عمان ، الأردن .


* الكيلاني،نجيب .( 1996) ، أدب الأطفال في ضوء الإسلام ،ط4،
مؤسسة الرسالة، بيروت .


* الماضي ، رشدي ،( 1999 ) " مشروع الإبداع كنموذج قائم
للتربية إزاء التربية البديلة في جهاز التعليم العربي " ،
الاولاد وابناء الشبيبة العرب في اسرائيل من الوضع القائم نحو
جدول أعمال مستقبلي ، جوينت ، معهد بروكديل ، مركز الأولاد
والشبيبة - القدس.


* جابر، جابر عبد الحميد. (1982 ) سيكولوجية التعلم، ط6، دار
النهضة العربية، القاهرة، مصر.


* جامعة القدس المفتوحة . (1997 ) علم النفس التربوي ، برنامج
التعليم المفتوح ، القدس .


* جمعية إنسان للأبحاث . ( 1997 ) ، قالت لي الرياحين ، الكتاب
الرابع ، دار المشرق للطباعة والنشر ، شفاعمرو .


* شطناوي، عبد الكريم محمد داود. ( 1990 ) طرق تعليم التفكير
للأطفال، ط1، عمان، الأردن، دار صفاء.


- عاقل، فاخر. ( 1977 ) علم النفس التربوي ، بيروت، لبنان، دار
العلم للملايين.


* عبد الرازق ، محمد السيد . ( 1994 )، تنمية الإبداع لدى
الأبناء ، سلسلة سفير التربوية ( 16 ) ، مصر .


* الزبيدي .(1994)، تاج العروس ،ط1،تحقيق ،علي شيري .


* قطامي ، يوسف . ( 1990 ) ، تفكير الأطفال تطوره وطرق تعليمه
، ط1 ، الأهلية للنشر والتوزيع ، عمان .


* منى ، محمود عبد الحليم . ( 1993 ) ، التعليم الأساسي وإبداع
التلاميذ ، دار المعرفة الجامعية ، دمنهور ، الإسكندرية .


* مجلة سماح ،عدد تشرين ثاني ، 1997، المطبعة العربية الحديثة
، القدس .


* نشرة مضامين الدراسات التربوية حول الإبداع في فلسطين . (
2000 ) ، جبر ، احمد فهيم ، جامعة القدس المفتوحة ، القدس .

[/b][/b]
[b][b]
* الحمادي ،علي .(1999) 30طريقة لتوليد الافكار الابداعية .ط1
، دار ابن حزم،بيروت
[/b][/b]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
الإبداع في العملية التربوية
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» العنف داخل المؤسسات التربوية و البحث عن حلول
» عندما تغزو المخدرات فضاءات المؤسسات التربوية
» تنمية الإبداع عند طلابنا
» دور المكتبة المدرسية في العملية التعليمية
» الإبداع .. ماهو (2)

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
ملتقى محبى الجودة :: اخبار التعليم :: المتعلم انتقل الى-
انتقل الى: