خطوة خطوة نحو مكتبة فصل مثالية
في ركن قصي مظلم تقبع طاولة صغيرة اصطفت فوقها بعض الكتب المهترئةالزهيدة ومجلة أو مجلتان من القرون البائدة، ووضعت فوقها لافتة كتبعليها بخط يد كبير «مكتبة الفصل». تلك هي المكتبة التي كانت كلمعلمةتحرص على إنشائها. فمع بداية كل عام دراسي تنادي المعلمة طالباتهاالصغيرات بصوت جهوري:«بنات! كل واحدة تحضر كتابًا لنضعه في مكتبةالفصل». تهب الطالبات لأمر المعلمة فلا يأتي اليوم الثاني إلا ومعكلطالبة كتاب أو ربما عدة كتب، سرقتها من مكتبة منزلها، وقد تنوعتالكتبفي مضمونها فكتب الدين والتاريخ والثقافة العامة لم تكن إلا جزءًامنالقائمة التي تندرج تحتها تلك الكتب، تنوعت هذه الكتب في مضمونها إلاأنها اتفقت في شيئين: أولهما أن أيًا منها لم يكن يناسب سني طفولتناالمبكرة، وثانيهما لم يكن في أي منها ما يجذبنا كأطفال. وهكذا بعدأناجتمع للمعلمة مجموعة من هذه الكتب لم يبق إلا أن تضيف هي لمساتهاالفنية على هذه المكتبة فترتب الكتب بطريقة بديعة تراعي أن ترصالكتبكبيرة الحجم أولًا تليها الكتب الأصغر فالأصغر، فهي لا تسمحبالعشوائيةفي الترتيب! والنظام يقتضي أن نبدأ بالأكبر فالأصغر.
وهكذا تستطيعالمعلمة أن تتنفس الصعداء بعد أن أدت مهمتها على خير وجه، وأسستلطالباتها الصغيرات مكتبة يفاخرن بها مكتبات أوروبا وأمريكا!! وملأت فراغًا في الفصل كانت حائرة في أمره!!
وتمر الأيام ويوشك العامالدراسي على الانتهاء وتشرع المعلمة في تفريغ الفصل من محتوياته فتتذكر فجأة تلك المكتبة، وإذا هي كما عهدتها عندما رتبتها أولالعاملم يتغير فيها إلا ذلك الغبار الذي يعلو الكتب والذي تراكم على مرالأيام. هكذا كانت مكتبة الفصل التي لا أذكر يومًا, رغم محبتيللقراءة, أني توقفت عندها فضلًا عن أن أستعير كتابًا منها والتيما زلتأجهل إلى اليوم سبب حرص معلماتي على إنشائها. وعندما أصبحتُ معلمةاختفت هذه المكتبة من أغلب الفصول إلا فيما ندر، واكتفت كثير منالمعلمات بإرسال طالباتهن إلى مكتبة المدرسة رغم أنه حتى هذهالأخيرةعليها من المآخذ ما لا يعد ولا يحصى. وبين الماضي وما فيه من جهلوسوء استخدام وبين الحاضر وما فيه من تجاهل وتهميش يبرز السؤال:ماهي مكتبة الفصل وما الدور الذي تؤديه في العملية التعليمية؟
تحظى مكتبة الفصل باهتمام متزايد في العالم الغربي، وذلك للدور المهمالذي تؤديه في حياة الطالب وفي سير العملية التعليمية. فهناك تعقدورشات العمل، وتؤلف الكتب في أفضل الطرق لتأسيس مكتبة فصل مثالية. وتتجلى أهمية هذا الدور في النقاط التالية
٭ غرس محبة القراءة في نفوس النشء الصغير:تذكر دراسة حديثة أن الأطفال الذين تحتوي فصولهم على مكتبات معدةإعدادًا جيدًا يتفاعلون أكثر مع الكتب وينظرون إلى القراءة نظرة إيجابية،ويقضون وقتًا أكثر في القراءة ويحققون معدلات أعلى من غيرهم فيالتمكنمن القراءة، كما يؤكد الباحثون أن الطلاب الذين تحتوي مكتبات فصولهمعلىمجموعة متنوعة من الكتب المحببة يقرؤون 50% أكثر من الطلاب الذين لايتمتعون بمثل هذه المكتبة.
٭ إتاحة فرصة القراءة للطبقات الفقيرةتظهر أهمية مثل هذه المكتبة في المدارس التي تؤمها غالبية فقيرة. ذلكأنأبناء الأسر المحدودة الدخل، بخلاف أقرانهم من أبناء الطبقة المتوسطةأوالغنية، لا تتوفر لهم الكتب في المنزل، بل حتى مناطق سكناهم لا تحتويعلىمكتبات سواء عامة أو خاصة إلا فيما ندر، ومن ثم تمثل لهم مكتبةالفصلمعينًا ثرًا من الكتب وفرصة ذهبية. وكم سمعنا عن مشاهيركانتمكتبة الفصل هي نواة المعرفة الأولى لهم، وكم قرأنا عن أدباء كانوايقتاتون في صباهم على ما يهديه لهم المعلم من كتب.
٭رافد مساعد للمنهج الدراسيمما لا شك فيه أن المعلومة التي يتعلمها الطالب في كتابه المدرسي ثميجدها مذكورة في كتاب آخر تكون أكثر رسوخًا وأشد وقعًا من تلك التييقرؤها في الكتاب المنهجي فقط، إذ لو لم تضف هذه الكتب شيئًا منالمعلومات إلا أنها قد تقدم المعلومات التي يطرحها الكتاب المدرسيبطريقة مبتكرة جذابة فيسهل على الطالب هضمها. فلو فرضنا مثلًا أنوحدةالأسبوع هي عن حيوان معين يجهز المعلم ركنًا في المكتبة يضم مجموعةمنالكتب التي تتحدث عن هذا الحيوان وصوره وصفاته بالإضافة إلى القصصالتي تحكي عن هذا الحيوان أو يكون هو أحد أبطالها، ومن ثم يطلب منالتلاميذ عقد مقارنة بينه وبين حيوان آخر، أو لتكن وحدة الأسبوعمثلًاعن الماء فيملأ المعلم المكتبة بكتب تتحدث عن أهمية الماء وكيفيةالمحافظة عليه وترشيده وبعض كتب التجارب التي يجريها المعلم معطلابه.
وبغض النظر عن دور مثل هذه الكتب في خدمة المنهج الدراسي فإن مجردتنمية مهارة البحث والتعلم الذاتي هي هدف سام بحد ذاته يستلزم منالمعلم تكريس الجهود من أجل تحقيقه.
٭تعليم مهارتي القراءة والكتابةولما كان تعليم مهارة القراءة هي من الأساسيات الأولية في عمليةالتعليم خصوصًا في المراحل المبكرة كانت مكتبة الفصل هي المعينالأول والمساعد الأهم، فوفقًا للقاعدة التي تقول إن التمكن من مهارة ما لايتمإلا عن طريق ممارستها بكثرة فإن الطالب كلما اطلع على المزيد منالكتبوقرأ أكثر ازداد تمكنه من هذه المهارة التي ستقوده بلا شكإلىالارتقاء في المهارات الأخرى مثل مهارة الكتابة والإملاء والتعبيروغيرها من المهارات التي يسعى معلمو الصفوف الدنيا والعليا على حدسواءإلى تنميتها في طلابهم.
كيف تنشأ مكتبة الفصل؟
إنشاء مكتبة الفصل اليوم ليس عملية عشوائية، بل لابد أن تكون وفقخطواتمدروسة. والمعلم الذي يود إنشاء مكتبة الفصل لا يتوقع أن تتكون لهمكتبة متنوعة مثالية بين يوم وليلة. بل هي حصيلة تراكمية لخبرات وكتبجمعها على مدى السنوات.
من أين نحصل على الكتب؟
٭ شراء الكتب: رغم أن اللوائح المتعارف عليها لا تلزم المعلم بشراءأيمن مستلزمات الفصل من جيبه الخاص إلا أن الواقع الملموس غير ذلكتمامًا. ذلك أن المبلغ الذي توفره غالبية المدارس للمعلم حتى يقومبإعداد الفصل وتوفير مستلزماته لا يغطي إلا أقل القليل من نفقاتالفصلهذا في حال أن كان المعلم من النوع المثالي الطموح الذي يسعىللكمال.
من هنا فإن الكثير من المعلمين ينفقون على فصولهم من جيبهم الخاص. وشراء الكتب التي تملأ مكتبة الفصل هي جزء من النفقات التي يتحملهاالمعلم في سبيل تعليم أفضل لطلابه. لا مانع للمعلم أن يبدأ مكتبتهبمجموعة من الكتب التي اشتراها من حر ماله. وذلك لا يلزمه أن يقومبشراء كم كبير من الكتب من أول مرة إذ لا أحد يتوقع أن يمتلك مكتبةمستوفية الشروط من بداية الأمر، فروما لم تبن في يوم واحد. بل يقومبإضافة مجموعة من الكتب إلى المكتبة من وقت إلى آخر كلما سنحت لهالفرصة.ومع مرور السنوات وعلى المدى البعيد سيكتشف أنه جمع مجموعة كبيرة منالكتب التي أفاد منها شريحة عريضة من طلابه.وعن ذلك تحكي إحدىالمعلمات فتقول إنها بدأت في جمع الكتب بالتدريج ومع تقاعدها كانتقدجمعت ما يربو على ثلاثة آلاف كتاب.
٭ الاستعانة بالطلاب وأولياء الأمورجميل أن نشرك الطلاب وأولياء الأمور في هذه المهمة السامية، وأعتقدأنالكثير من أولياء الأمور لن يترددوا في إسداء هذه الخدمة ذلك أنالمستفيد الأول هو الابن. وتتمثل هذه المساعدة إما بالتبرع بمجموعةمنالكتب للمكتبة أو الإعارة. ويبقى دور المعلم الأهم هو التدقيق فيهذهالكتب وفرزها للتأكد من ملاءمتها لمستوى الطلاب.
٭ الاستعارة من مكتبة المدرسةيفضل كثير من المعلمين الاستعارة من مكتبة المدرسة من وقت إلى آخر وذلكلإثراء مكتبة الفصل خصوصًا إذا كان المعلم يسعى للتوسع في الدروسالمنهجية، فيستعير من المكتبة الكتب التي تدور حول الوحدة التي هوبصددتدريسها.
٭ الاستعانة بالأصدقاء والأقارب:كثير من الأسر تزدحم مكتباتهمالمنزلية بكتب لم يعد أطفالهم بحاجة إليها بعد أن كبروا وشبوا عنالطوق. بل أصبحت هذه الكتب تشكل لهم عبئًا سيكونون شاكرين لك مساعدتكإياهم في التخلص منها.
مواصفات المكتبة:
لأهمية هذا الركن لابد أن يتميز عن باقي الأركان بحيث ما إن يضعالطالبقدمه في هذا الركن حتى يشعر أنه دخل عالمًا آخر غير عالم الفصل وهذاكله يعتمد على المعلم وهمته، ولكن هذا لا يعني أن يرهق المعلمميزانيته بشراء أثاث فاخر بل كثيرًا ما يكون الجمال في البساطةفقطعةسجاد وبعض الوسائد والطاولات والكراسي المريحة والملصقاتالجذابةستؤدي الغرض وأفضل ما تزين به مكتبة الفصل أعمال الأطفال أنفسهم منرسومات وتقارير وأبحاث، ما سيضفي على المكتبة شيئًا من الخصوصية. كذلكلابد أن نضع في الحسبان أن تكون المكتبة في ركن سهل الوصول إليه وأنتكون الإضاءة مناسبة.
نوع الكتب:
معلم اللغة الإنجليزية لن يجد أي صعوبة في توفير الكتب المناسبةفمواقعالإنترنت المختلفة والمكتبات الشهيرة لا تعرض قوائم عن آخر كتبالأطفال وأهمها فحسب بل تطرح تقارير كاملة عن هذه الكتب وعنأنواعهاوالمراحل العمرية التي تخاطبها والتصنيفات التي تندرج تحتها، ولنفرضمثلًا أن المعلم يود أن يختار بعض الكتب التي تتحدث عن السيرالذاتيةللصف الرابع الابتدائي فما عليه عندها إلا أن يسجل طلبه من خلاللوحةالمفاتيح لتظهر له قائمة بأهم الكتب وأشهرها وأكثرها مبيعًا، بلتعرضبعض المواقع عناوين كتاب الأطفال وحتى الرسامون الذين يرسمون القصصالمصورة حتى تتمكن من التواصل معهم فضلاً عن الكتب المخصصة للباحثينعنكتب الأطفال بأنواعها المختلفة، أما بالنسبة لمعلم العربية فالأمرمختلفتمامًا.فلا توجد مواقع متخصصة لكتب الأطفال إلا فيما ندر. أمابالنسبةللكتب العربية التي ترشد المعلم والوالدين إلى أهم كتب الأطفالفأكادأجزم بأنها لم تظهر بعد على وجه اليابسة! لذا فعلى المعلم أنيعتمدعلى نفسه أو يستعين بخبرة غيره من المعلمين للبحث عن أفضل الكتب وأهمها. ويجب ألا ينسى المعلم في غمرة انشغاله بالبحث عن أفضلالكتبأن يوفر كتبًا لجميع مستويات الطلاب فلا تخاطب جميع الكتب المستوىنفسهفتكون غالبية الكتب موجهة للمرحلة العمرية المناسبة للفصل الذييدرسهالمعلم وأما الباقي فيضم كتبًا أعلى مستوى، وذلك للأطفال الأكثر ذكاءوكتبًا أقل مستوى وذلك للأطفال الذين يعانون صعوبات في التعلم عامة أوالقراءة خاصة. أما بالنسبة لنوعية الكتب فلابد أن تحتوي المكتبة علىكتب مختلفة في نوعها فكتب القصص والحروف والأرقام والشخصياتالمحبوبة لدى الأطفال والكتب العلمية والدينية ما هيإلابعض الأنواع وإلا فالقائمة طويلة، وكل معلم يضع في قائمته ما يجدهمناسبًا من أنواع الكتب المختلفة. كذلك لا ينسى المعلم أن يشترك فيمجلة أو اثنتين من مجلات الأطفال المعروفة.
ترتيب المكتبة:
٭أول خطوة في عملية بناء المكتبة هو الاستعانة بالتكنولوجيا فيترتيبالكتب وتبويبها. فمن خلال جهاز الكمبيوتر ندخل جميع المعلوماتالمتعلقةبالكتب من عنوان الكتاب ونوعه واسم الكاتب وعدد النسخ وغيرها منتفاصيل مهمة.وهذه العملية وإن بدت مجهدة بعض الشيء في البداية إلاأنها ستثبت فائدتها على مر الأيام عندما يلمس المعلم كم هي مفيدة،حيثإنها تساعده على إحصاء عدد كتبه واكتشاف المفقود منها بسرعة، كماسيطلعمن خلالها على نمو مكتبته والكتب الأكثر شعبية...إلخ.
٭ تختلف طريقة ترتيب الكتب وتصنيفها من معلم إلى آخر. ولنفرض أنالمعلمرتب الكتب وفقًا للأبواب التالية: القصص المصورة, قصص الخيالالعلمي, الكتب العلمية, كتب التاريخ...إلخ.يعمد كثير من المعلمينإلى تمييز كل نوع، وذلك بوضع ملصق ملون ثم تغليف هذا الملصق بشريطلاصقشفاف لضمان الحفاظ على هذا الملصق. هذا الملصق من شأنه أن يساعدالطالبعلى أن يعيد الكتاب إلى مكانه الصحيح مع الكتب التي تحمل الملصقذاته والتي قد توضع أحيانًا في سلة أو صندوق من اللون نفسه.
كيف نجذب الطلاب إلى مكتبة الفصل؟
٭ هذا الركن من أهم أركان الفصل، لذا لابد من تمييزه عن غيره منالأركان،وذلك بتقديمه بطريقة مميزة ومشوقة فيقدم للأطفال بالتدريج. فيعمد المعلم إلى إخفاء محتويات هذا الركن في الأيام الأولى، وذلك عن طريقتغطيتها بقطعة من القماش الأمر الذي يثير فضول الأطفال ويشوقهملمعرفةما تخفيه قطعة القماش هذه، والذي لابد أن يكون شيئًا مهمًا ثم بعدذلكيبدأ المعلم بتقديم المكتبة جزءًا جزءًا، فيعرض محتوياتها ويشرح لهمطريقة استخدامها وقوانين الإعارة وكيفية التعامل مع الكتاب، وفيأثناء ذلك كله لا ينسى أن يثير حماسهم، وذلك بقراءة قصة يومية لهم
٭ مع بداية العام الدراسي نقوم بإرسال رسالة إلى أولياء الأمور نشرحفيهاللآباء عن مكتبة الفصل وأهميتها ونطلب منهم تشجيع أبنائهمعلى الاستعارةمنها
٭ رصد جوائز للطلاب الأكثر ترددًا على هذه المكتبة
٭ من وقت إلى آخر يقوم المعلم بقراءة كتاب للأطفال ثم يعرض هذا الكتابفيركن خاص، وسوف يفاجأ بالإقبال الذي سيلمسه من الطلاب لاستعارة هذاالكتاب، إذ إن الكتاب الذي يقرؤه المعلم للأطفال يكتسب أهمية خاصة، ثمإنالأطفال يحبون قراءة الكتب المألوفة لديهم المرة تلو الأخرى.
٭ لا تعرض جميع الكتب التي تحتويها مكتبتك من أول يوم دراسي، إذ حتىلوافترضنا أن مكتبتك تحتوي على ألف كتاب فلن يمر شهر أو اثنان إلا وقدبدأ بعض الطلاب بالتذمر من عدم وجود كتب جديدة وأنهم اطلعوا علىجميعالكتب!!لذا من الحكمة بل كل الحكمة ألا تستعجل في عرض جميعمحتوياتمكتبتك بل قم بإضافة مجموعة من الكتب من وقت إلى آخر.
٭ تعلم من خبراء الإعلان، فكل سلعة حتى تروج لابد من الإعلان عنها وعرضميزاتها ولفت النظر إليها. والكتب التي في مكتبتك ليست بأقل أهميةمنتلك السلع، بل هي تفوقها في الأهمية في كثيرمن الأحيان.أعلن عنالجديد من الكتب في مكتبتك ووجه أنظار الطلاب إليها وذلك بتخصيصركنخاص في المكتبة للكتب الجديدة ووضع الملصقات الترويجية، ويمكنالاستعانة بالكمبيوتر في تصميم وطباعة هذه الملصقات.
٭ قم باختيار أمين مكتبة للكتب كل أسبوع: لماذا لا نستفيد من الطلابونستعين بهم لمساعدتنا على إدارة المكتبة وبذلك نضرب عصفورين بحجر. فكلطالب بحاجة إلى الشعور بأهميته وأنه شخص مسؤول له دور مهم في الفصل، الأمرالذي من شأنه تعزيز ثقة هذا الطالب بنفسه وتنمية شعور الولاء تجاهالمكتبة ،ومن ثم نختار من الطلاب«أمين مكتبة» مهمته الإشراف علىالمكتبة وترتيبها وتنظيفها ويتولى أيضًا مسؤولية إعارةالكتب، كمايقوم هذا الطالب, وهذا هو الأهم, باختيار كتاب أو مجموعة من الكتب ويقوم بالترويج لها، فيكتب ملخصًا لها ويقرأ مقتطفات شيقة من الكتابللأطفال ويضعها في ركن معين تحت مسمى كتب الأسبوع كنوع منالتنويع،توضع تلك الكتب في حامل مثل ذلك المخصص للمجلات والجرائد.
٭ لابد من تخصيص وقت يومي للقراءة الصامتة. وفي أمريكا والدولالغربيةيلجأ المعلمون إلى تلقيب فترة القراءة الصامتة بألقاب ظريفة ومحببةمثلوهو اختصار لجملةأي ألق كل شيء واقرأ أو.و هي أيضًا اختصار لجملةوتعني كن متحمسًا للقراءةوخلال هذا الوقت يتوجه الطلاب إلى المكتبة ويختارون الكتاب الذييوافق هواهم, ثم يعود كل طالب إلى مقعده ليقرأ وحده أو مع زميل آخر,فيقرأ كل منهما للآخر ويتناقشان في أحداث القصة كما يمكن كنوع منالحرية أن يسمح للطلاب باختيار مكان معين للجلوس فيجلسون على الأرضأوفي ركن المكتبة, ليضمن المعلم الاستغلال الأمثل لهذا الوقت يطلبالمعلم من تلاميذه كل أسبوع أن يدونوا معلومات عن أحد الكتب التيقرؤوها خلال الأسبوع وهي ما تسمى بـفيدون الطالب في هذه الخرائط عنوان القصة واسم كاتبها وأسماءالشخصيات ومكان وزمان أحداثها، وأخيرًا المشكلة التي تتحدث عنهاالقصة وحل هذه المشكلة، ثم بعد ذلك يضع المعلم كل واحدة من هذهالخرائطفي ملف خاص تحت اسم الطالب وهذه الطريقة من شأنها أن تضفي جوًا منالأهمية لهذا الوقت، كما أنها تضمن انكباب الطالب على القصة وقراءتهاباهتمام وإمعان فلا يجد والحال كذلك وقتًا للسرحان وأحلام اليقظةوالأحاديث الجانبية، وخلال هذا الوقت يقرأ المعلم فيجعل من نفسه قدوةعملية لتلاميذه أو يشرف من بعيد على الطلاب ويتفرغ لشؤون الفصلالأخرى.
٭ ابتكارات المعلمين لا تنتهي، حيث يلجأ بعضهم إلى أساليب طريفة لغرس حبالقراءة في نفوس تلاميذهم، فيعمد بعضهم إلى صنع لافتة مميزة مكتوبعليها وفجأة في أثناء انغماس الطلاب بعمل ما مجهد مثلًا يرفع المعلم هذهاللافتة فتتوقف الحركة في جميع أرجاء الفصل ويرمي الطلاب ما فيأيديهمليستمعوا مثلًا لقصة يقرؤها لهم المعلم أو ليختاروا هم القصة التيتوافق هواهم.
٭ بعد الانتهاء من قراءة قصة يقوم الأطفال بتمثيل هذه القصة أمامأصدقائهم.
نظام الإعارة
طريقة الإعارة تختلف من معلم إلى آخر،يلجأ بعض المعلمين إلى وضع بطاقة في الجزء الداخلي من غلاف الكتابمدونين عليها جميع المعلومات التي تتعلق بالكتاب مثل عنوان الكتاب واسم الكاتب وسعره وغيرها من معلومات, وفي الوقت نفسه يقوم المعلمبعمللوحة جيوب وتعمل أظرف الرسائل عمل الجيوب, فيكتب على كل ظرف اسمطالب. عندما يريد الطالب استعارة كتاب معين ما عليه إلا أن يزيل البطاقةالتي في داخل الكتاب ويضعها في الظرف الخاص به. وبذلك لا يكونبحاجةإلى عملية التدوين المملة الطويلة.
طريقة أخرى:
هي أن يقوم المعلم في بداية كل عام دراسي بعمل بطاقةمكتبية لكل طالب ولضمان حفظها من التلف يقوم بتغليفها حراريًا.يودعالطالب هذه البطاقة لدى المعلم عندما يريد استعارة كتاب ما ويستعيدهاعندإعادة الكتاب.
يقوم المعلم بتجهيز دفتر خاص للاستعارة ويحتوي كل دفتر على خاناتمخصصة لاسم المستعير واسم الكتاب المستعار وتاريخ الاستعارة وعندمايعيد الطالب الكتاب يقوم المعلم بالتوقيع في خانة خاصة بالمعلم, ولتسهيل مهمة المعلم يشرف على هذا الدفتر أحد الطلاب الذي انتخبكأمينمكتبة لهذا الأسبوع.
إن مكتبة الفصل ليست ركنًا مكملًا من أركان الفصل وليست مجموعة منالكتب المصفوفة وقطع الأثاث الموضوعة, بل هي غرفة عمليات حقيقيةتجرىفيها البحوث وتناقش الكتب ويرشح أفضل الكتّاب, ولكن هذا كله يعتمدبعد الله على المعلم وهمته ورغبته الصادقة فهي قد تكون مقبرةالكتابإذا أهملها وتهاون في شأنها ولم يفعّلها بطريقة صحيحة، وقد تكونمنارة للعلم ومهدًا للقراءة والبحث إذا أعطاها حقها وجد فيتفعيلها.وليتأكد المعلم أنه متى ما عني بها فإنه سيرى ثمراتها سواءعلى المدى القريب أو على المدى البعيد. وإن كان التمكن من مهاراتالقراءة والكتابة والتعبير هي من أولى الثمرات فإن غرس محبةالقراءة وزرع روح البحث والمعرفة ليست بآخرها. وهل أجمل من أن يكون المعلمهوالمرشد الأول في حياة الطالب وسبب نجاحه بعد الله في مستقبل أيامه،ولرب دعوة من طالب وفيّ مرت به السنون فجلس يتذكر ذلك المعلم وتلكالمعلمة اللذين كانا السبب بعد الله فيما هو عليه من ثقافة ومعرفةووجاهة فاغرورقت عيناه بالدموع ورفع يديه يدعو لهما، أوليس من أبوابالعمل الصالح الذي لا ينقطع العلم النافع الذي ينتفع به؟ أو ليس غرسمحبة الكتاب في نفوس أبنائنا وإرشادهم إلى ما يفيدهم من كتب منقبيلبذل العلم النافع؟
منقول للفائدة