وإلي أن تتضح تفاصيل ملامح وبصمات الوزير الجديد للتربية والتعليم الدكتور أحمد زكي بدر بعد الثانوية العامة وإنجاز تجربة إعادة الضرب في المدارس
نطرح هذه الرؤية والتحليل الموضوعي لبعض صور الفساد والإفساد التربوي في بعض مدارسنا من خلال وقائع عرضها الكاتب القدير الأستاذ عزت السعدني بعنوان' رسالة من طفل لا يكذب'.. هذا التحليل يقدمه أستاذ تربوي كبير هو الدكتور أمين فاروق فهمي الأستاذ المتفرغ بكلية العلوم والمدير السابق لمركز تطوير تدريس العلوم الذي يقول إنه برغم أن ما جاء في هذه الرسالة من وقائع صادمة للرأي العام ولكل العاملين في حقل التعليم لأنها جاءت من طفل لا يكذب ولا يتجمل أيضا إلا أنها مرت مرور الكرام ولم تزعج أيا من السادة المسئولين عن التعليم في مصر ولكن ربما أزعجت المسئولين عن التعليم في فنزويلا أو المكسيك..!! ولم يحقق فيها أي من المسئولين أو يرد علي ما ورد بها من الوقائع التي لو صحت لأوقعت مرتكبيها تحت طائلة القانون.
والرسالة مزعجة لأنها جاءت في وقت تتشدق فيه كافة قيادات التربية والتعليم بشعارات الجودة والتأهيل للاعتماد وبعد تطبيق كادر المعلمين لتحسين أوضاعهم المهنية والمادية وتطوير المناهج والكتب المدرسية للمرحلة الابتدائية والتقويم الشامل وغيرها أي أن هناك جهودا تبذل تنفق عليها الدولة المليارات من جيوب دافعي الضرائب ـ وآخرها الضريبة العقارية ـ من أجل تطوير لم يحدث ولم نشعر به.
والهدف من إعادة طرح بعض مقتطفات من رسالة سبق نشرها هو المعالجة التربوية المنظومية لما ورد بها بحيث تلقي الضوء علي تداعيات ما جاء بها علي منظومة التعليم وكيفية الحد من هذه التداعيات مستقبلا وما حدث في هذه المدرسة هو نموذج لكل أنواع الفساد والإفساد التربوي والإداري وخطورته شديدة لأنه أتي من مربين للأجيال وانعكاساته علي التلاميذ مهولة لذا يجب التصدي له بكل حسم مع تسليط الضوء علي الجانب الخفي في بعض مدارسنا وفضحه وتعريته أمام الرأي العام لعل ذلك يكون رادعا لهذه الفئة المنحرفة من المعلمين وألا تمر هذه الوقائع دون تحقيق ومحاسبة من تتم إدانتهم وإعلان ذلك علي الرأي العام حتي لا تتوه الأوراق وتصبح في أيدي المفسدين واقتراح آلية للثواب والعقاب في صورة قائمتين شهريتين تصدرهما وزارة التربية والتعليم وتبثهما عبر شبكة الوزارة وتعلن عنهما في كافة المدارس, الأولي للأسوأ وتضم أسماء كل من تثبت إدانتهم بعد التحقيق في أي من الأفعال التي وردت بهذا المقال, والثانية للشرف وتضم أسماء كل من تصدي لأوجه الفساد.
ولا يجب النظر إلي هذه الرسالة علي أنها من طفل في إحدي المدارس بل يجب النظر إليها بكل الاهتمام والجدية لأنها تعبر عن واقع يحدث كله أو بعضه في الكثير من مدارسنا ومحاضر الشرطة حافلة بالاعتداء علي التلاميذ بالضرب الذي أدي إلي إحداث عاهات مستديمة أو الموت وأصبح ابتزاز الطلاب لأخذ الدروس الخصوصية أمرا شائعا والغش الجماعي ظاهرة نتعايش معها موسميا مع قدوم موسم الامتحانات.
ويضيف الدكتور فاروق فهمي: لا بأس أن نعيد عرض بعض مقتطفات من هذه الرسالة لكي ننشط ذاكرة القارئ وتكون فرصة لمن لم يسبق له الإطلاع عليها ثم نتناولها بعد ذلك بالتحليل المنظومي التربوي الذي يحلل الرسالة وتداعياتها ثم يضع في النهاية بعض الضوابط أمام متخذ القرار والتي تعيد الامور الي نصابها في بعض مدارسنا قبل أن يفلت الزمام.
في البداية يقول التلميذ أحمد من الصف السادس الابتدائي بمدرسة الشهيد توفيق راغب الابتدائية( فصل6/5) في مقتطفات من رسالته بأخطائها النحوية كما نشرها الكاتب القدير الأستاذ عزت السعدني:
* أنا مش هروح المدرسة علشان الأستاذ بيشتم التلاميذ في الفصل بدون سبب ويسب الدين للمدرسين.
* المدرسين يلعبون الكورة في الحصة.
* المدرسين يغششون التلاميذ في الامتحان وانا كمان بصراحة غشيت في امتحان آخر العام في كل المواد.
* المدرسين يعاملون من لا يأخذ دروس خصوصية معاملة سيئة والدرس من15 إلي20 جنيه وساعات امي تستلف فلوس من الجيران عشان الدروس.
* كل المدرسين وحشين وأنا مش بفهم منهم شيء ويضربون التلاميز ضرب جامد.
* الأستاذ يقولنا يابن الجزمة هحط الجزمة في بؤ امك....؟ واسكت ولو جبت أبوك هتف في وجهه ويحرق أمك. ويسب الدين للتلاميذ.
* يوجد في الحمام رائحة قذرة جدا لا يستحملها البني آدم لكن حمامات المدرسين نظيفة جدا.
* نفسي أخلص المدرسة الهم دي وأسافر الي هولندا
الي هنا انتهت الرسالة التي وقعها التلميذ أحمد واصفا نفسه بالقرفان من المدرسة المقرفة الزبالة, وقد أوردت بعض عباراتها بعد تصويب بعض أخطائها الإملائية مثل; هلندا ـ يقصد هولندا, الصبورة ـ ويقصد السبورة. وسراحة ـ ويقصد صراحة و......إلخ وعلي الرغم من ركاكة اسلوب الرسالة ووجود الكثير من الأخطاء الإملائية والنحوية التي تعكس بصدق ما وصل اليه حال تعليمنا للغة العربية الأم الا أنها جاءت معبرة عن شعور تلميذ في مرحلة الطفولة تجاه واقع تعليمي مرير ومهين باللغة التي تعلمها في ظل نظم الجودة والتأهيل للاعتماد؟
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]