الوان عاثرة تعد بالشمس

هكذا نختم الفصل الاول من مسرحية البدء في مستقبل المشتهى المستحيل حيث" سيام" تسلب من طموحات الاطفال وشغب الوعي المؤلم لا مفر من
العودة الى الاصل...شجرة الالم المتجدر في دواخلها و العدم
المزين بكحل النظرات...وحصص البوح البركماتية المتملقة لسلطة السوادو الصمت.اعليها ان تركع للمعتقد المقنن باقنعة السلطة ووهم الوعي المتحرر؟!...اعليها ان تركض وراء القطيع كي تحظى بنكتة السكون؟!..هكذا تعلق جملة انتظاراتها البسيطة والمركبة في عنق الظل حيث وصل الامتلاء الى الفوار كاجدر حل واسهله لديمومة الظل اكان قصيرا ام طويلا...لايهم..المهم الا تكون من ضمن احتياجاته الخاصة التضحية بذرة من شظاياه...و الاهم من هذا وذاك هو ان تكون "سيام" المختبر الذي يقبل كل التحاليل والافكاروالنظريات بل حتى الاحاسيس...
هكذا تكون مسرحية البدء .. البطل فيها اصابه نوع من السهو عن واجباته..
والبطلة امسكت العصا من مؤخرتها ليخلصا الى جسر ايل- في اي زمان ومكان- للسقوط..وكي لايهددان بحمل صلبان الاسم الاقصى محسوبين على
خصوم القيم .. وليحصلا على الرضى المغضوب عليه من المقنعين بنظرة
الفضيلة وصمت النضج الخاضع لجهل الزمن... اتكون الاسطورة هدنة العقل مع بركان التخيل وموت الذاكرة؟ ام ان المحظور جزء من متمنيات
الجرحى بلحظة الكشف و الدهشة؟!.. وعلى كف الاسطورة وتحت قدم المحظور تنعم "سيام" وبطلها بما يشبه الانتماء الى خريطة المؤمنين بهما
٬و لتسعد الاحكام المسبقة هي الاخرى بالبؤس الساكن في غياهب الانفس
وخميرة العقول غير المعقمة... انها عودة الاشياء لتنفلت من بين اصابع
البطلين مفعمة بروح الخروج على ركاكة الغريزة والسعادة البقائية في مجتمع لا يؤدي ضرائب الحب ..بل يقضي ارضه مهربا دين التيستوستيرون بالقناعة الجذرية لكلب الواقع يهدده السيد بالسكوت...
لم تكن "سيام" يوما معادلة اصنام بلا حلم تخون برهانها مع الزمن لتغني صمم الدرجات المقيمة في هندسات الابتدال المغرية.. لم تكن جبر السبابة
السيئة التقديس.. كانت دائما نقطة ارغن في سلم الحياة و مفتاح المعتقد ..
ترشق الاشياء بنظرات الاستفهام القابلة للممكن المطلق وتلمس مستحيلات
العقل بحواسها المشاغبة وفيض السؤال..ها هي في فاتح العقود حل الانثى
والنقيض .. النزيف المتعارف عليه في مقررات الطبيعة وابجديات
"تكون او لاتكون"...
كان المها منسوجا بالتامل والفوضى الانيقة في عوالمها حيث الاساس والارتفاع من دمع وحبر جارفين..كانت ترافق الشمع والحلوة في كل رحلة
من معاناتها المقطوعة من الشمس ..الشمع قدر الحلوى : حلوى الحقيقة...
ايها الحب ابرق في ظماي الخصب!..انا الوردة التي لم يفهمها قط الا فجرك!..ابرق اذن٬ فانا الان اقرب!..انا رضيعتك..اتكلمك كلما امتلا صمت دمي
من مقام القمر الاليم واشرق موسيقاه القاهرة فوق معناه!...اوراق ارقي الادنى تحترق بقهوتها القصوى ولما تستطع الشروق يوما الا بلونها العاثر على عناصر العدم عند كل ( وشمس ووردة وقمر!...) لتتمادى في دوزنة
موت واصلة زغردتها الملهمة بمقطوعة ذاتٍ كانت القت من شباك الحياة
بالاجنحة والاغاني... بالفرح حفار قبور الحرف...
ايها الالم لا كيمياء..لا كهرباء...الطبيعة- طبيعتك – السم الامثل!... التصعيد
الانطولوجي .. التيه بين مائه الاعلى حينا والروح الممكنة احيانا...ليكن الرقم – رقمك – علامة حمل متعالية الصمت و المخاض للبطل متوحد الوجود (كيف كان اثنين اذن في حياة اخرى قبل النص ؟!...) في مسرحية
البدء يقول: كفى الان وان الاوان لنسدل الستار على كائن كينونته اظلمت
فاعمت سماءها الاخرى.العين الاعمق لجمالها اللائذ رغم الزمن بوعود الضوء الداعي الى فاكهة الروح العظمى ...هكذا اشياء الابد...هكذا تبدا...

اسية بنباتي