منعت إسرائيل المسافرين هذا الأسبوع، من إدخال أحدث جهاز من أبل "آي باد" إلى أراضيها، مشيرة إلى أن التقنية اللاسلكية المستخدمة في الجهاز، تتداخل مع منتجات لاسلكية أخرى، وهذا القرار تسبب بالكثير من الفوضى بين الأوساط المعنية بالتكنولوجيا.
وزارة الاتصالات الإسرائيلية تقول، إن المنع كان بسبب تقنية الواي، المبنية بحسب المعايير الأميركية، والتي تسمح ببث إشارات أقوى من تلك المستعملة في أوروبا وإسرائيل.
يقول المتحدث الرسمي باسم الوزارة ياشيل تشافي"القوة اللاسلكية المستخدمة في هذا الجهاز تخرق القوانين الإسرائيلية، كما تقهر وتستقوي على أجهزة لا سلكية أخرى في إسرائيل"
وبين أن شركة أبل أنتجت في السابق نسخة معدلة من جهاز مخصص لمعايير الإنترنت اللاسلكي المستخدم في الاتحاد الأوروبي، ذاهبا إلى أن هذا المنع سيعاد النظر فيه.
في حين أكد متحدث رسمي باسم شركة أبل على أن "آي باد تتناسب مع معايير الواي فاي المستخدمة دوليا".
قرار المنع أثار موجة من الاستغراب، وخصوصا أن المسافرين، لطالما أدخلوا حواسيبهم الشخصية وهواتفهم النقالة المصنعة، بحسب المعايير الأميركية لمدة أعوام من دون أية مشاكل.
من جهتهم بين بعض أصحاب القرار الإسرائيلين الجمعة الماضي، بأن هذا القرار يقوض صورة إسرائيل كبلد قيادي في عالم التكنولوجيا.
المحلل في شركة استشارات تكنولوجية Envisioneering Group ريتشارد دوهيرتي، قال إن أبل تستخدم شريحة تقليدية لتشغيل تقنية الواي فاي في آي باد، المستخدمة في منتجات كثيرة حول العالم.
ويقول أن ما اخلتقته إسرائيل حول الجهاز أمر غير مبرر، مضيفا "إذا كانت إسرائيل مرتعبة بشأن آي باد، لماذا لا تفكر بالبلاك بيري وآي فون"، مؤكدا أن قرارها لا يستند على أساس تقني أو علمي منطقي.
وبحسب بحث أجرته الشركة الاستشارية التي يعمل فيها دوهيرتي، قال إن آي باد مزود بهوائي صغير، وأن الواي فاي فيه، أضعف مقارنة بأجهزة أخرى مشابهة له في الحجم والقوة، وذلك لأن آي باد مغطى بألمنيوم قوي، وأن موجات الراديو تبث من خلال إشارة أبل من الخلف فقط.
السلطات الإسرائيلية قامت بمصادرة عشرة أجهزة آي باد على الأقل، من المسافرين القادمين إلى مطار بن غورين في تل أبيب. كما تعين على المسافرين دفع مبلغ مالي لحفظ الجهاز، إلى أن يتسلموه من المطار عند مغادرتهم البلد.
هذا المنع تسبب بالكثير من المعارضة داخل إسرائيل، حيث كان الإسرائيليون ينتظرون الحصول على آي باد بحماسة، مما يجعلهم الآن يخشون النظر إلى بقية العالم الذي يتمتع بالجهاز عالي التقنية، بينما يمنعون من الحصول عليه.
هذا الأمر حصل مع آي فون الذي أستغرق وقتا طويلا ليطرح في إسرائيل بعد أروربا والولايات المتحدة الأميركية. وينظر المستوردون في إسرائيل بخوف إلى القرار، حيث أنهم قاموا بطلب أعداد كبيرة من هذا الجهاز إلى إسرائيل، ويخشون الآن مصادرتها.
وقال تشافي، إن أي جهاز مصمم بحسب المعايير الأميركية يدخل إلى إسرائيل، يجب تبليغ السلطات الإسرائيلية لمصادرته، ولكنه لم يحدد أي أجهزة تنوي السلطات مصادرتها.
بعض الخبراء التكنولوجين، تكهنوا أن هذا المنع مرتبط بالخوف من أن تقنيات واي فاي في الأجهزة الأميركية قد تتداخل مع موجات التكنولوجيا في الاتصالات العسكرية الإسرائيلية. بعكس الكمبيوتر المحمول من أبل "ماك بوك" آي باد وآي فون، حيث يستخدمان شريحة لا سلكية تحتوي على استقبال وإرسال موجات راديو.
وكانت السلطات الإسرائيلية، قد تصدت في السابق لمنتجات من شركات تكنولوجية مرموقة.
ففي العام 2003 أوقفت السلطات مؤقتا شراء برمجية ميكروسوفت، كما وقامت في العام نفسه وعلنا، بتشجيع برمجيات بديلة، وفسرت ذلك بخلاف على التسعيرة التي أقرتها مايكروسوفت.
شركة أبل لطالما كانت تفتقر إلى مكانة في إسرائيل، الأمر الذي بدأ بالتغير أواخر العام 2008، بعد أن قام نحيميا بيريز، ابن الرئيس الإسرائيلي شمعون بيريز، بشراء شركة "آي ديجيتال"، التي تمتلك حقوقا حصرية لبيع واستيراد منتجات أبل داخل إسرائيل، وبعدها فتح متجر أبل في تل أبيب في كانون الثاني(يناير) 2009، ولم تستطع شركة آي ديجيتال التعليق على قرار الوزارة بمنع إدخال آي باد.
عن موقع
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]عن جريدة الغد