كتبت - سامية أبوالنصر:كشفت دراسة للمركز القومي للبحوث عن أن65% من الأطفال الذين يعانون الاعاقة الذهنية ولدوا نتيجة زواج الأقارب الذي يؤدي إلي ظهور أمراض وراثية نادرة منها مرض خاص بالتمثيل الغذائي يتكلف علاجه السنوي مليون جنيه للمصاب الواحد حتي لاتتدهور حالته الصحية.
ويقول د. عادل عاشور, أستاذ الوراثة الإكلينيكية والأطفال المساعد بالمركز القومي للبحوث إن الاصابة بمرض أنيميا البحر المتوسط المعروفة بالثلاثيميا الوراثية يصاب به الأطفال من زواج الأقارب الحاملين لجينات هذا المرض, كما أن زواج الأقارب سبب في حدوث أعلي نسبة للحالات المرضية المرتبطة بالحمل مثل فقر الدم, وتسمم الحمل والنزيف والاجهاض, وزيادة العمليات القيصرية.
بينما تقول د. سامية التمتامي, رئيس الجمعية القومية للوراثة البشرية, إن أهم الأمراض الوراثية التي تحدث نتيجة لهذا الزواج أمراض التمثيل الغذائي بأنواعها المختلفة, وأمراض الأحماض الأمينية, والمواد الكربوهيدراتية, والتشوهات المتعددة في مختلف أجزاء الجسم, ومرض تكيس العظم الزجاجي.
وحذرت د. سامية من الزواج في مثل هذه الحالات, وقالت إن الفحص الطبي قبل الزواج يكشف3% فقط من الأمراض الوراثية, لأن بعض الأمراض الوراثية مثل غياب العين أو تكيس الكلي لحديث الولادة لايمكن اكتشافها إلا من خلال إجراء دراسة لجين معين.. ورغم ذلك فمن الضروري إجراء الاستشارات الوراثية قبل الزواج. ففي خلال عامين تمت دراسة172 حالة(86 زوجا) في إحدي عيادات المركز القومي للبحوث بالمركز وظهرأن73,25% من الحالات كانت بها اختلالات وراثية لعائلاتهم, وأن زواج الأقارب كان في86,5% من الحالات, كما ثبت وجود اختلال في الكروموسومات في26 حالة, لذلك فالتوعية الوراثية قبل الزواج أصبحت ضرورة لاكتشاف الاضطرابات الوراثية, حتي يمكن تحديد العلاج الجيني لها في حالة الرغبة. وطالبت د. سامية بضرورة التخلي عن العادات القديمة المنتشرة في ريف وصعيد مصر, والخاصة بالزواج المبكر.. وزواج الأقارب.. كما طالبت بضرورة دمج خدمات فحص ما قبل الزواج, ضمن خدمات تنظيم الأسرة والرعاية الأولية وتثقيف الفتيات والشباب بهذا الموضوع في المدارس والجامعات... بهدف أن يكون الزوجان أسرة سعيدة متوافقة صحيا ونفسيا واجتماعيا..